الحكمة السورية في إدارة الحرب الإعلامية..
بقلم : يونس أحمد الناصر
تحية لكل وسائل إعلامنا المرئي و المسموع و المقروء و الالكتروني
تحية لكل مواطن آمن بالانتماء و ساهم في فضح أكاذيبهم
تحية للجيش العربي السوري الالكتروني وكل الصفحات الوطنية على الانترنيت
تحية لبرنامج التضليل الإعلامي الذي استطاع و ببراعة إظهار محطات الفتنة كمجرمة بدلا من ضحية, فكيف تم ذلك ؟؟
الإعلام ذراع قوية للحرب التي تخوضها أطراف المؤامرة العالمية ضد سوريا وقد جندت لها محطات كانت لفترة قصيرة تتمتع بالمصداقية عند المواطن العربي و العالمي وغني عن التعريف بأن هذه المحطات تتمتع بإمكانات مادية وبشرية هائلة مما أهلها للعب الدور الرئيسي في سقوط دول كثيرة بدءا بالثورة البرتقالية في أوكرانيا وقرغيزستان وصولا إلى تونس و مصر وليبيا و اليمن , أما في سوريا فالقضية مختلفة وليست شوفينية إنما لاختلاف المعطيات التي أدت لانهيار الدول السابقة و عدم توفرها في سوريا و أهمها كما أعتقد أيضا :
الالتفاف الجماهيري الكبير و الكاسح حول قيادة السيد الرئيس بشار الأسد الأمر الذي أظهرته استطلاعات المراكز العالمية المتخصصة بهذا الشأن .
و الأمر الآخر و الهام أيضا فهو الوضع الاقتصادي و الثقافي الذي يمتع به الإنسان السوري فالخدمات التي تقدمها الدولة رغم شح الإمكانات تعتبر كبيرة قياسا للدول الأخرى فالرعاية الصحية المجانية المعمول بها في سوريا هي حلم للمواطن الأمريكي و الأوربي و التعليم المجاني الذي مكن الشرائح الاجتماعية الفقيرة من تعليم أبنائها هو أيضا حلم لتلك الدول و التي تعاني من ارتفاعات متزايدة في تكاليف التعليم يضاف إلى هذه الظروف التي تجعل من سوريا دولة مختلفة
أمرا آخر جدير بالعناية و الاهتمام وهو الدعم الحكومي لحاجات المواطن الرئيسية كالخبز و السكر و الأرز و المازوت وخدمات النقل العام و غيرها من الأمور التي تخفف من أعباء الحياة
و أخيرا أمر تجدر الإشارة اليه و له الخصوصية السورية هو أن النظام في سوريا ملبي لحاجات الجماهير ويندمج معها في مقاومة العدو الصهيوني و محاربة الاستعمار بأشكاله المختلفة مما يجعل هذا النظام مندمجا فعليا في تطلعات الجماهير إلى الحرية و العدالة و الاستقلال .
أما عن نجاح التجربة السورية في التصدي للمؤسسات الإعلامية الضخمة التي تم استخدامها ضد سوريا و التي فاقت العشرات ان لم نقل المئات و باعتقادي أيضا.. فكيف حدث ذلك ؟
الحكمة السورية في إدارة الأزمة و خصوصا ما يتعلق بالتغطية الإعلامية الخارجية .
كنت ولا زلت على ثقة بأن سوريا كانت و لا زالت قادرة على تعطيل البث الفضائي عن شرق المتوسط بالكامل , و لكنها لم تفعل , و سمحت للمواطن السوري بتلقي أخبار الجزيرة و أخواتها , و عملت في ذات الوقت على تعرية ما تبثه تلك المحطات و كشف كذبهم عبر برنامج التضليل الإعلامي الذي قدمته قناة الدنيا الفضائية و الذي أصبح من أكثر البرامج المشاهدة في الوطن العربي , و الذي حقق نجاحا منقطع النظير اضطر إدارات المؤسسات الإعلامية العالمية الشريكة في المؤامرة على سوريا إلى عقد اجتماعات طارئة يحضرها كل المشرفين على هذه المحطات في موعد بث هذا البرنامج ليعرفوا كم كشف السوريون من أكاذيبهم وفيديوهاتهم المزورة والتي لم تنطل على المواطن السوري كما انطلت على غيره و قناة الدنيا بإمكاناتها المادية و البشرية قياسا لتلك المحطات استطاعت عبر مساهمة المواطن السوري بتقديم المساعدة لهذه القناة و أعني المساعدة الإعلامية من الانتصار المؤزر على تلك القنوات و كشف كذبها و أخص هنا الجيش السوري الالكتروني و كل الناشطين على شبكة الانترنيت مما وضع هذه القناة على قائمة العقوبات الأمريكية و الأوربية التي تلك البلدان التي تدعي الحرية و الرأي الآخر و حقوق الإنسان.
المهم في نجاح مقاومة الحرب الإعلامية على سوريا هو أن هذا الإعلام الذي ساهمت به كل القنوات الوطنية و لا أخص قناة الدنيا الفضائية و أيضا المواقع الالكترونية و الوسائل المطبوعة و المسموعة مما ساهم في رفع وعي المواطن السوري و العربي عامة , و في إسقاط مصداقية الجزيرة و أخواتها وكشف أكاذيبهم , مما أسقطها فعليا في عيون السوريين وقلوبهم , بدون إسقاطها عن شاشاتهم و جعلتها مادة للسخرية و التندر من قبل المواطن
السوري و العربي عامة و أعتقد بأنكم توافقونني بأن هذا الخيار هو الأسلم من منع وصول بث الجزيرة و إظهارها بمظهر الضحية بدلا من ظهورها بمظهر المجرم .
ابو فاتح