احمد كيوان
/ قدر سورية أن تواجه وتنتصر
بالرغم من إنني كتبت عن الأحداث التي جرت وتجري في سوريا خلال احد عشر شهرا, وفي أكثر من صحيفة, عشرات المقالات, وقد أكون من أكثر الصحفيين الذين كتبوا في هذا المجال, الا أن بعض الأصدقاء كثيرا ما يتوجهون لي قائلين: نريد منك أن تكتب أكثر, وان لا تترك الساحة أبدا لأولئك الذين يهذون سواء بقصد أو غير قصد, بنية حسنة أو بسوء نية, مما يترك تشويشا وتشويها لطبيعة الأحداث الجارية في سوريا. كما يتضح كل يوم حجم المؤامرة التي تتعرض لها سوريا, أرضا وشعبا ودولة, لا سيما وان هذا البعض الذي يهذي متأثر في الأساس من الحملة الإعلامية الشرسة, ومن فبركة فضائيات الفتنة التي تجاوزت حدود المعقول, حتى أصبحت هذه الحملة الطاغية جزءا أساسيا في هذه الحرب القذرة التي تواجهها سورية بكل جدارة واقتدار وأفشلتها إلى حد كبير. فالضالعون من الأعراب في هذه الحرب, من حكام المشيخات والمحميات, لا يتورعون عن الاستمرار في القيام بالدور الوظيفي المخصص لهم. فبعد فشل توجههم إلى مجلس الأمن لاستدراج تدخل اجنبي بعد الفيتو الروسي- الصيني, لم يكف هؤلاء عن لعبتهم الدموية التي سخّروا لها الأقلام المأجورة والفتاوى السوداء من صنّاجة الفتن يوسف القرضاوي , الذي يقوم بدور مفضوح من خلال اتحاده المعروف باسم " اتحاد علماء المسلمين ". وهي جمعية صورية تقوم بادوار مشبوهة, وتموّل من البترو دولار, ولها دور مرسوم يستخدم بشكل مقرف الدين الإسلامي الحنيف لأداء هذا الدور القذر والمعادي للاماني القومية العربية, التي لا يمكن أن تلتقي مع أهداف الغرب الاستعماري. وأخيرا انضم إلى جوقة التحريض هذا, وباسم الإسلام أيضا, احد ابرز الوجوه الكالحة, التي استخدمها الأمريكيون والخليجيون في أفغانستان, خليفة أسامة بن لادن- أيمن الظواهري ,, الذي عادت تسجيلاته الصوتية المشبوهة تتردد في فضائيات الفتنة. كما لا ننسى الجماعات التفكيرية الأخرى, وعلى اختلاف مسمياتها, تتجمع في حلف دنس غير مقدس مع جماعات "الإخوان المسلمين" في كافة أقطار الوطن العربي للنيل من سوريا بهدف إسقاطها ظنا منهم أن ذلك قد يفسح المجال لقيام الخلافة التي يحلمون بها. وهي من الأهداف الغبية التي يبنون عليها, ويؤسسون نفوذهم. فهؤلاء الظلاميون المتخلفون, الذين يستهدفون سوريا اليوم, لا يمكن أن يكونوا دعاة حرية وديمقراطية وكرامة إنسانية. فالخطاب الظلامي الذي تنقله العديد من الفضائيات البائسة لا يمكن أن يكون خطاب أناس يتمتعون بذرة واحدة من العقل. . والمال الخليجي الحرام هو الذي يموّل أصحاب هذه العقلية المتخلفة الظلامية. لقد شاهدنا أمثال هؤلاء الظلاميين وعلى شاشات التلفزة في شوارع طرابلس اللبنانية, مدعومين من عصابات الحريري وقائد القوات اللبنانية سمير جعجع.ولان المؤامرة مستمرة على سورية, ولا أظن أنها ستتوقف الا بانحدارهم في نهاية المطاف, وهو أمر حتمي, فقد واصل الخليجيون حملتهم الدولية من خلال مشروع القرار السعودي المقدم للجمعية العامة للأمم المتحدة, بعد فشلهم في مجلس الأمن, طالبين ما يسمونه قوات حفظ سلام عربية- دولية !! وهم يعلمون سلف أن مصير طلبهم هذا لن يكون أفضل من مصير طلباتهم السابقة حتى لو صوتت أغلبية في الجمعية العامة على قرار من هذا النوع, فهو غير ملزم من ناحية, وسبيل تنفيذه مرهون بموافقة السلطات السورية. وقد رأينا أن الدول الغربية غير متحمسة لهذا الأمر, فالمندوبان البريطاني والفرنسي أعلنا أن إرسال قوات حفظ سلام إلى سوريا يجب أن يكون من غير الدول الغربية. فهذه الدول ذكية بخلاف عرب الخليج , ولا تريد أن تتورط عسكرياً في سوريا, ولا مانع لديها من تورط الآخرين هناك. ومن السخرية أن الذين يطالبون بقوات حفظ سلام عربية- أممية هم الذين سحبوا بعثة المراقبين العرب, التي جاء تقريرها ليس على هواهم. لكنهم بشد دكة سراويلهم يريدون إعطاء الانطباع بأنهم قادرون على إحراج سوريا والتحريض عليها, وتطمين العصابات المسلحة التي يتم اجتثاثها الآن من الأرض السورية رغم فظاعة تفجيراتها في حلب وقبل ذلك في دمشق, بان تستمر هذه العصابات في استنزاف سوريا, وإنهم ما زالوا معها ويوفرون الدعم والعطاء لها.
وهذه الهستيريا إن دلت على شيء فإنما تدل على إفلاس أصحابها, لكنهم قطعوا شوطا كبيرا في الخطيئة وأصبح من الصعب عليهم أن يتراجعوا. وأتوقع أن يواصلوا حقدهم الدفين على قلب العروبة النابض, لإدراكهم أن سوريا التي تتحصن داخليا بوحدة غالبية السوريين, وأصبح الإصلاح الإرادي, والسياسي والاقتصادي واقفا في سوريا, لتكون نموذجا يحتذى, ليس في المنطقة العربية وإنما على امتداد العالم بأسره. وعندها ستنطلق سوريا من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم على كل من أراد بها شرا. فالشعب السوري العظيم, والدولة السورية حتما ستتجاوز هذه الأزمة وفي اقرب وقت. \\ وقدر سوريا دائماً أن تواجه وتنتصر \\, فالذين راهنوا على إسقاط النظام من اجل إسقاط سوريا وإخضاعها, وحرفها عن المسار القومي العروبي الذي هو قدرها, يدركون اليوم أكثر من أي وقت مضى أن معركتهم خاسرة, وان أسيادهم في واشنطن ولندن وباريس سيضطرون للتعامل مع القطر العربي السوري بطريقة أخرى, وبندية لا يمكن القفز عليها, لأنهم في النهاية يتعاملون مع واقع ملموس ولا يتعاملون في الهواء, ولا تدغدغهم أحلام اليقظة.
وفي هذا السياق اطل علينا بيان بائس لمجموعة, تدعي إنها كتاب وشعراء ومفكرون فلسطينيون, تعلن أنها مع "الثورة السورية". وفي البداية يجب أن نسأل: من الذي يقف وراء هؤلاء؟ ومن الذي حركهم ؟ ولماذا ؟ وإذا نظرنا إلى الأسماء الموجودة فالغالبية غير معروفة وربما أراد الموقعون على هذا البيان أن يثيروا الاهتمام. وبعضهم معروف مثل مفكر " الحداثة "- عزمي بشارة الذي يتخذ من قطر " قاعدة " له مع شيخ الفتنة القرضاوي. ولم يعد ينطلي على احد هذا الدور الذي يقوم به عزمي بشارة, فقل لي من صديقك اقل لك من أنت. وأصبح محتما على حزب التجمع الوطني الديمقراطي أن يفك ارتباطه بالمنظر الذي يتخذ من قطر الشيخ حمد وكراً له إن هو أراد أن يستمر على الساحة الوطنية. ومن الأسماء التي ظهرت أيضا في بيان المجموعة " الفلسطينية " من صغار السن الذي لا زالوا مراهقي سياسة, . وهذه صفة الذين لا موقف لهم, ولست مضطر أن أعطي لهؤلاء كثير وقت \\, فبأي آلاء ربكما تكذبان..!! \\
\\ ابو فاتح \\