حماس قطعة حبل المودة :وفجرت قلب العروبة :
كشفت مصادر متابعة ومطلعة على العلاقة بين سورية وحركة حماس بأن سورية تجاهلت كل الإساءات وانحياز حماس منذ اليوم الأول للأحداث في سورية الى جانب المسلحين والتي لم تحاول اي «حماس» ان تلعب أي دور توفيقي، بل على العكس دعمت المسلحين بالمال والسلاح والمعلومات الأمنية، بعكس كل التنظيمات الفلسطينية الأخرى، وفي مقدمها حركة الجهاد الاسلامي التي عملت على ايجاد حل سلمي، وأكدت قياداتها بأنه لا يمكن ان ننسى ما قدمته سورية لقياداتنا وقيادات حماس عندما سدّت الدول العربية الأبواب بوجهنا، حتى ان سورية كانت الملجأ الدافئ للفلسطينيين، وقدمت المساعدات العسكرية لهم وساهمت بايصالها الى غزة حيث الصواريخ السورية كان لها الفضل في حرب غزة، كما ان سورية تحمّلت ما لا تتحمّله اي دولة من ضغوط، نتيجة احتضانها لحماس. وتضيف المصادر «ان الجميع يعلم ان القاعدة الخلفية التي أمّنتها سورية لحماس سمحت لها بالتواصل مع الداخل وتنظيم شبكة من العلاقات والاتصالات والتخطيط وتنفيذ العمليات، ساهمت بوصول حماس الى ما وصلت اليه». وتقول المصادر والمعلومات ان سورية اكتشفت منذ اليوم الأول للأحداث في سورية وقبلها دور حركة حماس، وقد أوصلت دمشق ما لديها من معلومات الى حركة حماس حيث نفتها قيادات الحركة، وقفزت سورية عن الموضوع حرصاً على الوضع الفلسطيني والقضية الفلسطينية، ورغم ذلك تمادت قيادات وعناصر حماس في دعم المسلحين ربما لخلفيات فكرية وعقائدية أو مالية وغيرها أو نتيجة وعود خليجية. وتضيف المعلومات ان حركة حماس بدأت تخطط منذ سنتين وأكثر لمغادرة سورية، ربما لأنها كانت على علم بما سيحصل نتيجة علاقاتها مع تركيا والخليج، وقامت ببيع أراض لها ومكاتب، ونقلت الكثير من التجهيزات الى خارج سورية حتى ان دمشق تعرف جيداً ان السلاح الذي وصل الى درعا في بداية التحركات كان من حماس ومن قيادات في حماس كانت في لبنان، حيث كانت هذه القيادات تنقل السلاح مستغلة التسهيلات على الحدود، وقد تم اكتشاف احد السيارات، فردّت حماس باجراء بعض التغييرات في حركتها التنظيمية في بيروت وبرّرت الأمر بأنه عمل فردي، وهذا الأمر كان في بداية أحداث درعا في آذار 2011، هذا بالاضافة الى ان السيارة المفخخة التي انفجرت في أحد مكاتب حماس في بيروت ليلة رأس السنة منذ سنتين وقبل بداية الأحداث في سورية وعن طريق الخطأ وأصابت بعض قيادات حماس، تبين من التحقيقات الأمنية انها كانت مرسلة الى دمشق، وتغاضت القيادات السورية عن ذلك حرصاً على العلاقة وصوناً للقضية الفلسطينية. هذا بالاضافة الى انه جراء اغتيال احد قادة حماس في دمشق على يد المخابرات الاسرائيلية طلبت القيادة السورية من حماس اتخاذ اجراءات ذاتية، وهذا ما أدّى الى انتشار كثيف لمقاتلي حماس في المكان الذي يقطن فيه خالد مشعل «ابو وليد» وسيطر مقاتلو حماس على الشارع بأكمله في دمشق، وقبل أيام من مغادرة مشعل دمشق قام مقاتلو حماس بتسليم الشارع الى المسلحين السوريين، وكذلك السلاح التي كان بحوزتهم لحماية مشعل. وعندما جاءت القوات الأمنية السورية لاستلام المنطقة، فوجئت بأنها تحت سيطرة المسلحين وجرت اشتباكات عنيفة سقط فيها للجيش السوري الكثير من الشهداء حتى تم تطهيرها. هذا بالاضافة الى مشاركة مسلحين فلسطينيين من حماس بالاحداث مباشرة على الأرض، وتحديداً في دمشق ودرعا وحماة وحمص وحلب، وزرعهم للعبوات ووضع السيارات المفخخة مستغلين التسهيلات السورية. وكذلك مشاركة في مئات الحوادث. لكن اللافت وحسب المعلومات، ان حماس بدأت بارسال السلاح الى سوريا منذ بدء احداث ليبيا وتونس ومصر وقبل سنة تقريباً من بدء الاحداث في سورية. والسؤال الذي يحير السوريين.. هل هكذا يكون الوفاء لسورية التي حاربت كل العالم ورفضت شروط كولن باول وتم محاصرتها ولم تتنازل «كرمى» لعيون قيادات حماس، ولكن هناك من يقول الآن من السوريين لقد تحررنا من هذا العبء، لكننا لن نتنازل عن قضية فلسطين ودمشق ستبقى الملجأ والحاضن لكل القيادات الفلسطينية، علماً ان دمشق تدرك بان حماس وغير حماس سيعودون حتماً وبعد فترة الى الحضن السوري. لان حماس لن تتحمل شروط دول الخليج ومصر وغيرها عبر طلبات يومية بالتنازل. هنا والقبول بالشروط الخليجية لانه كان الاجدى بالدكتور خالد مشعل بدلا من مهاجمة النظام السوري في تركيا ان يسأل الرئيس محمد مرسي عن اتفاقية كمب دايفيد ومعبر رفح والتنسيق المصري الاسرائيلي في احداث سيناء الاخيرة.. وان يسأل امراء الخليج عما قدموه لحماس، وان نسأل تركيا اين اصبح الاعتذار الاسرائيلي من سفينة مرمرة. قبل ان يسأل عن الاوضاع في سورية رغم ان هذا من حقه وكان عليه فقط للامانة والتاريخ ان «يتوازن» في الطرح وفاء لما قدمته القيادة السورية له، ومن باب الوفاء والصداقات فقط. وتختم المصادر بالتأكيد «ان المحورالجديد الذي تحاول ان تلعب فيه تركيا دور الريادة عبر العودة الى عهد عثماني بائد وجيش انكشاري لن يعود مطلقا حتى ولو التحق به من التحق، لان الانتصار سيكون في النهاية لمشروع المشرق العربي وليس المشرق «الشرق اوسطي» كما تريده اميركا وحلفاؤها الجدد، وطالما ان الجيش العربي السوري يقاتل في الميدان مدعوماً من دول وقيادات ومنظمات عربية متمسكة بعروبتها فلن تسقط سورية وحلفاؤها، والتي تحولت الان رغم كل ما اصابها الى ملجأ لكل العروبيين الذين سيدافعون عنها كي لا تسقط مهما كانت شراسة الهجمة الكونية، لان من يملك جيشاً مثل الجيش العربي السوري الذي اذهل العالم بقوته وصموده وتمسكه وخططه وتحركاته لن يهزم، وللدلالة على ذلك فان «الاطراف السفلية» للعميد ماهر الاسد شغلت العالم وما زالت وكتبت مئات التحاليل والتقارير عن صحته من اجل فقط ارباك الجيش السوري وهذا ما يكشف «رعب الدول الداعمة للمعارضة السورية من العميد ماهر الاسد، وضباط الجيش السوري، وهذا ما يشير الى استحالة انتصار هؤلاء مهما كانت احجامهم واموالهم، لان الجيش الذي يقدم قاداته شهداء امثال اللواء آصف شوكت ورفاقه الى جانب الضباط الجنود فهو جيش يستحق الاحترام والتقدير. ومن المستحيل ان يهزم، ولهذا كتبت الـ«واشنطن بوست» و«الغارديان» ومعظم الصحف الاجنبية «ان الجيش السوري جيش يستحق الاحترام والتقدير». معركة طويلة لكنها ستكون فاصلة وستحدد مصير المنطقة والعالم لعقود وعقود وستؤسس حتما لنظام دولي جديد ومتغيرات كونية. والنصر حتماً سيكون للمقاومين في لبنان، والمناضلين المعتصمين في فلسطين وسورية وكل من يعمل ويناضل للحرية على امتداد الكرة الارضية لانها ستحمل فخراً للانسانية جمعاء.
\\ ابو فاتح \\