في ذكرى رحيل جمال عبد الاصر ؟؟؟

في ذكرى رحيل جمال عبد الناصر ؟؟؟

تصادف الثامن والعشرين من أيلول الحالي الذكرى الثانية والاربعين لرحيل جمال عبد الناصر الزعيم العربي مفجر ثورة 23 يوليو العظيمة وحامل كفاح امته في جميع الميادين السياسية والعلمية والاجتماعية وميادين الحرية والتحرر من عبودية الاستعمار الذي مزق جسد هذه الامة التي اختارها الله سبحانه وتعالى لتكون خير امة اخرجت للناس .
نحيي ذكرى رحيل عبد الناصر فيما العرب احوج ما يكونوا لقيادته وزعامته في مثل هذا الوقت الذي يشهد المؤامرات المتتالية على الامة العربية ومصيرها الوجودي والحضاري.
لقد ارتبط اسم جمال عبد الناصر وشخصيته السياسية بمحطات تاريخية عربية كثيرة منها إنهاء الاحتلال البريطاني وتأميم قناة السويس وإدخال قانون الإصلاح الزراعي وبناء السد العالي في بلاده كما كان من المساندين الاقوياء للحركات الثورية في العالم العربي خاصة القضية العربية المركزية قضية فلسطين واقامة منظمة التحرير الفلسطينية ومساندة ثورة الجزائر وتونس واليمن والعراق وسعيه إلى تحقيق الوحدة العربية حيث كانت تجربتها في وحدة مصر وسوريا تحت اسم الجمهورية العربية المتحدة .
لقد عرف عبد الناصر بفكره القومي وانتمائه إلى وطن عربي كبير حتى أن أفكاره وشعاراته أصبحت اليوم مبادئ لعدد من الحركات والاحزاب السياسية والقومية وعلى الرغم من مرور 42 عاما على وفاة هذه الزعامة القيادية البارزة في تاريخ العالم العربي لا تزال الشعارات التي رفعها تحرك الملايين وتلهم الكثير.
42 سنة كاملة مرت على وفاة جمال عبد الناصر والفكر القومي الذي قاده ما زال مسيطرا على عقول السواد الاعظم من الشعب العربي خاصة بين الشباب والذين ما عاشوا في زمنه رغم ان التيار الناصري فى الوطن العربي ما زال غير قادر على توحيد جهوده بسبب التكالب على الزعامة وتبعية بعض قادته لنظم عربية حاولت في الماضى وراثة دور جمال عبد الناصر وفشلت وألصقت بالقومية العربية هزائم لا تستحقها .
لم يكن عبد الناصر اول من نادى بالحرية والتحرر والوحدة العربية ولكنه قاد كفاح امته من اجل ذلك فكانت وقفته الصلبة مع حركة التحرير الجزائرية وحركات التحرر في المغرب العربي واليمن وفلسطين وكل حركات التحرر في العالم وهو صاحب العبارة المشهورة بان حرية الكلمة هي المقدمة الاولى للديمقراطية فكان فكره ملهما في ساحة ثورات الربيع العربي وأزاحة الطغاة حيث كان عبد الناصر زعيما مرتبطا بالجماهير العربية في المدن والقرى والصحاري وفى كل بقعة من وطننا العربي.
القومية العربية التي عمل عبد الناصر على رعايتها خدمة لامته التي عاش من اجلها ومات في سبيلها هي حركة ليست بالعنصرية وهي حركة دائمة الشباب وليست دروشة أو بكائية على بطل عظيم حول العالم العربي في عصره الى قلعة انارة عالمية يفتخر بها الجميع .. فكانت حركة دول عدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الاسلامي والاتحاد الافريقي وهو الذي طبق مجانية التعليم التي كان ينادي بها عميد الادب العربي طه حسين حيث شملت مجانية التعليم ليس كل المصريين وحسب ولكن لكل عربي ومسلم يجلس على مقاعد الدراسة في الجامعات المصرية .
بعد رحيل جمال عبد الناصر الذي كان يجمع الشارع العربي خلفه دون استئذان فتحت الساحة لاسرائيل وقوى الغطرسة الاميركية والغربية الاستعمارية للعمل على تفتيت هذه الامة وحرمانها من ثرواتها ومن اي تقدم علمي وتكنولوجي وكسر ارادتها بكل الوسائل القذرة والقوة الظالمة ومنع وحدة الامة العربية وتقدمها وضرب ومحاربة كل قائد حر من الخليج العربي الى المحيط الاطلسي .
اثنان واربعون عاما مرت على رحيل جمال عبد الناصر وما غاب وسيظل الحاضر الغائب حيث ان اجيالاً باكملها ما زالت تعيش على ذكرى الأيام الماضية المجيدة من عهد ناصر كما تعيش شعوب اميركا اللاتينية في حلم الوحدة على امجاد محررها من الاستعمار الزعيم الثائر سيمون بوليفار الذي عاش ومات من اجل امته ودفن في قميص مستعار . من فنزويلا وأجمل تحية " ؟؟؟؟

\\ ابو فاتح \\