هيلاري كلينتون: لهذه الأسباب لن نتدخل عسكرياً في سورية

حددت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس، في استعراض هو الاول من نوعه بالنسبة لمسؤول اميركي رئيسي، اسباب الامتناع الاميركي عن اعتماد الخيار العسكري ضد دمشق، موضحة أن الجيش السوري قوي وهناك امكانية سقوط عدد كبير من الضحايا، والقلق من الموقف الايراني، وغياب التأييد الدولي لخطوة من هذا النوع بسبب معارضة روسيا والصين إمكانية صدور قرار في مجلس الأمن الدولي، لكنها حملت موسكو مسؤولية احتمال اندلاع حرب أهلية فيها.
سوريا ليست ليبيا
وعرضت كلينتون، أمام طلبة دنماركيين في كوبنهاغن، أسباب رفض التدخل العسكري في سوريا كما حدث في ليبيا.وقالت إن المجتمع السوري أكثر تنوعا وفيه انقسامات عرقية أكبر، ولا توجد معارضة موحدة، كما أن دفاعاتها الجوية أقوى وقدرات جيشها تفوق كثيرا قدرات جيش (العقيد الليبي الراحل معمر) القذافي.
لا تأييد دولي
وأكدت كلينتون أنه علاوة على ذلك لا يوجد تأييد دولي بسبب معارضة روسيا والصين صدور قرار ضد سوريا في مجلس الأمن. وأضافت «يقول الروس لنا دائما إنهم يريدون فعل كل ما بوسعهم لتجنب نشوب حرب أهلية، لأنهم يعتقدون أن العنف سيكون كارثيا. إنهم يشبهونه دائما بما يعادل حربا أهلية لبنانية كبيرة للغاية، وهم يزعمون أنهم يوفرون تأثيرا داعما للاستقرار. إنني أرفض هذا. أعتقد أنهم في الحقيقة يدعمون النظام، في وقت ينبغي أن نعمل فيه بشأن عملية انتقال سياسي».
الكثافة السكانية وأعلنت كلينتون أن الكثافة السكانية في سوريا تزيد احتمالات وقوع عدد كبير من الضحايا المدنيين في أي عمل مسلح. وأوضحت أنها أبلغت موسكو أن فرص نشوب حرب أهلية شاملة في سوريا ستكون أكبر إذا لم يتحرك العالم، معتبرة أن «العنف بين القوات الحكومية وقوات المعارضة سيتحول إلى ما هو أسوأ بكثير». وقالت «يمكن ان يتحول هذا إلى حرب أهلية، في بلد يموج بالانقسامات الطائفية، وهو ما يمكن ان يتحول عندئذ إلى حرب بالوكالة في المنطقة، لأن إيران متغلغلة بقوة في سوريا» على حد قولها.
تؤيد خطة عنان " وعن إمكانية أن تدرس واشنطن التحرك بشأن سوريا من دون قرار صريح من مجلس الأمن، وهو احتمال ألمحت إليه المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس أمس الأول، أعلنت كلينتون ان واشنطن تخطط لكل الاحتمالات، لكنها تؤيد بقوة خطة انان «في الوقت الحالي».
------------------------
البيت الأبيض
اما البيت الابيض، فقد اعلن بعد ساعات من إجراء الرئيس الاميركي باراك اوباما محادثات مع زعماء فرنسا وألمانيا وايطاليا حول الوضع في سوريا، ان واشنطن تضع، خلال اتخاذ القرار، مصالحها القومية و«لا يمكنها انهاء جميع الفظائع في العالم».
وأعلن البيت الأبيض، في بيان، ان أوباما أجرى عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة محادثات مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل ورئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي، موضحا ان «القادة ناقشوا الاحداث الاخيرة في سوريا، ووجهة النظر التي يتقاسمونها حيال أهمية انهاء العنف وضرورة التوصل الى عملية انتقالية سياسية».
أوباما مصدوم
وأكد المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ان اوباما يشعر «بالصدمة» حيال اعمال العنف في سوريا لكن سياسة اتخاذ القرار ينبغي ان تضع في الاعتبار مصالح الامن القومي، علما بأن واشنطن لا يمكنها «انهاء جميع الفظائع في العالم». وقال «مهما عظمت قوة الولايات المتحدة، لا يمكننا انهاء جميع الفظائع في العالم. علينا ان نعمل مع شركائنا وحلفائنا كي نقوم بالاعمال التي من شأنها ان تخفف من هذه السلوكيات المروعة في مختلف انحاء العالم».
وتابع كارني «ينبغي التركيز على عملية اتخاذ القرار، وما تفعله الولايات المتحدة للوصول الى النتيجة المتوخاة، والعمل بحيث لا يترك ذلك عواقب ضارة بالنسبة للولايات المتحدة وفي بعض الاحيان على الناس الذين تحاولون مساعدتهم».
--------------------------------------
وزير الدفاع الامريكي
من جهته أعلن وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا أن القوات الأمريكية على أهبة الاستعداد لتنفيذ عملية عسكرية في سورية عند الضرورة، لكنه أكد أن واشنطن لن تقدم على أية خطوة عسكرية ضد دمشق بدون تفويض من الأمم المتحدة.

ابو فاتح