هل يجيب خالد مشعل عن أسئلة مفتي سورية ..؟
تركت الكلمة المؤثرة التي ألقاها سماحة مفتي الجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون أثراً كبيراً في نفوس السوريين الذين أصغوا إليه بكل جوارحهم وعيونهم الدامعة، وكانوا متأكدين أن سماحة الشيخ العارف بالله، والذي كان على الدوام صاحب مواقف كبيرة، سيتعالى على الجراح وعلى كل استهداف..
وسيظل ثابتاً كما السوريين الشرفاء جميعاً على مبادئ الإخلاص للوطن، مدافعاً عن حريته وكرامته وترابه وحق شعبه بالعيش الآمن المطمئن.
على أن الرسائل التي وجّهها الدكتور حسون في كلمته المشهودة لدول وشخصيات معروفة كانت لافتة بعمقها ودلالاتها البعيدة.. وإذ نسقط من حساباتنا كسوريين الدول (المتساقطة) التي ادّعت حرصها على سورية وشعبها، وسحبت سفراءها لتدخل السلاح والمال للإرهابيين وتغطي على أفعالهم الإجرامية بإعلامها القبيح، كما نتجاوز أسماء بعض (المعمّمين العميان) الذين أفتوا بقتل ثلث الشعب السوري لأنهم مفضوحون بتاريخهم وفتاواهم المأجورة، فإننا نقف عند ما ذكره صاحب السماحة الدكتور أحمد بدر الدين حسون وسؤاله الذي وجّهه لحركة حماس وزعيمها خالد مشعل، مشيرين إلى أننا لا نفسّر كلام سماحة المفتي ولا نبني عليه ولا ندّعي أو نضيف شيئاً لم يقله، إنما الاعتراف بأن سؤاله حرك غصّة في قلوب السوريين بمختلف أطيافهم وانتماءاتهم إزاء الصمت المطبق لحماس وقادتها الذين احتجبوا وتواروا عما يجري في سورية من أحداث مؤلمة، وسكتوا عن تلك الفتاوى التي أطلقها شيوخ تربطهم بحماس علاقات يعرفها القاصي والداني كالقرضاوي وسواه.
ونظن أن من حقنا كسوريين وبعيداً عن تساؤل الدكتور حسون، أن نسأل خالد مشعل ومعه قادة حماس: لماذا هذا الصمت المريب عن الجريمة والمؤامرة الكبرى التي تُرتكبُ بحق سورية وشعبها؟.. لماذا السكوت عن دعوات التحريض والفتنة والقتل التي لن يكون آخر ضحاياها الشاب الشهيد سارية حسون؟.. لماذا الترامي تارة في الحضن التركي وتارة أخرى في الحضن القطري بعد كل ما فعلته تركيا وقطر من دعم لعمليات القتل والتخريب في مدن سورية وبلداتها وقراها؟.. لماذا السكوت والصمت على ما فعلته قطر وتركيا ومعهما حلف الناتو في تدمير ليبيا وذبح شعبها وإحراق أرضها ونهب ثرواتها؟..
إن سورية التي آوت الثورة الفلسطينية منذ انطلاق شرارتها الأولى، ودعمت الشعب الفلسطيني واحتضنت – دون منّة لأن هذا واجبها القومي- مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين والعرب، ودافعت بكل ما تملك من إيمان وطني وقومي عن القضية الفلسطينية والقضايا العربية العادلة، تدفع اليوم ثمن هذه المواقف من أمنها واستقرارها ودماء أبنائها.. فهل بعد كل هذا تقابل بالصمت والسكوت؟!.
لقد قالها سماحة المفتي بلسان ملايين السوريين أننا نعدّ أبناءنا ليستشهدوا في أرض فلسطين، فماذا أعدّت حماس وقادتها للدفاع عن سورية وشعبها في هذه المحنة؟!.. هل سيملك خالد مشعل الإجابة عن هذا السؤال؟..
نعم.. قد يبدو السؤال غريباً، من بلد كان وسيظل كبيراً بوعي شعبه وإرادة رجاله التي جسّدها الدكتور أحمد حسون بكلمته وموقفه المؤثر، من بلد لا يخشى شيئاً وهو يرى أحرار العالم من كل حدب وصوب وهم يؤيدونه ويكبرون فيه هذا الصمود الأسطوري أمام حرب كبرى تديرها واشنطن وينصاع لها (بعض العرب) الذين لا يملكون إلا أن يحركوا ذيولهم كالكلاب ليتمسحوا بالحذاء الأمريكي..
لكننا، وقد اشتدت المؤامرة وزاد نزيف الدماء الطاهرة البريئة، مدفوعون بحبنا وعتب ملايين السوريين على خالد مشعل وحماس بسؤال كبير بحجم صمته وهو يرى الشارع السوري غارقاً بدماء أبنائه: ألا يستحق هذا الشعب العظيم الذي خرج يوم العدوان على غزة وقبلها على كل بقعة في فلسطين الحبيبة، ليهتف بالصوت العالي لفلسطين ويدعو لشعبها المناضل بالثبات والنصر؟.. ألا تستحق سورية التي احتضنتك (فعلاً لا قولاً) واستقبلت وفتحت قلبها قبلك لشيخ الشهداء أحمد ياسين ولكل قائد فلسطيني مناضل ومقاوم بأن تقول كلمة حق فيما يجري على أرضها من أحداث؟.. وهل يجب أن نذكّرك أن ما عشته من أمن وأمان في سورية لم يتوفر لك في عمان حين حاولوا اغتيالك.. أو في الدوحة حين فرضوا عليك إقامة مشروطة بألا تضايق حليفهم الصهيوني في تل أبيب بتصريحاتك أو ما تبديه من مواقف؟!..
لقد كشف الشعب السوري كل فصول المؤامرة، وظهرت اعترافات المتورطين فيها ممن قتلوا أبناء شعبنا من عسكريين ومدنيين، والتي تأبى قنوات الفتنة كالجزيرة (القطرية) والعربية (السعودية) إظهار هذه الحقائق للتعمية عن مشروعها الحقيقي.. وليس أدل على ذلك من ظهور زينب الحصني التي ادّعى من ادّعى وتباكى من تباكى على (أشلائها التي قطّعها الأمن السوري).. كما زعموا.. فهل بعد هذه الفضيحة من سيظل ساكتاً صامتاً؟؟؟..
إن الساكت اليوم عن الحق يا خالد مشعل، بنظر السوريين، شريك في الجريمة لأن السكوت علامة الرضا.. فكن بجرأة السيد حسن نصر الله الذي لم يتنكر لسورية وشعبها وجيشها وقيادتها في هذه المرحلة الحاسمة.. وأجب عن سؤال سماحة المفتي، وقلها كلمة حق ولا تكن صامتاً ساكتاً، فإن الساكت عن الحق شيطان أخرس!!.
سورية الان - عن جهينة نيوز
= ابو فاتح =
أحدث الصور 
موضوع: هل يجيب خالد مشعل عن أسئلة مفتي سورية ..؟ 
الأربعاء مايو 02, 2012 2:59 pm
