عصابات الإرهابيين والمتمردين في سورية

- عصابات الإرهابيين والمتمردين في سورية

باشرت سورية اتخاذ الخطوات العملية في إطار التعاون مع الموفد الدولي كوفي انان وفريقه ،
أولا: إن وقف القتال على الأرض السورية مرتبط بالتزام القوى المتدخلة الكف عن تهريب السلاح والمال للعصابات الإرهابية في سورية وبوقف الحملات التحريضية التي تشن من بيروت والدوحة والرياض واسطنبول ، و من الواضح أن الولايات المتحدة والدول الغربية لم تقدم أي التزامات جدية تضمن ذلك ، بل هي تغطي تصرفات حلفائها المتورطين في سورية و تشارك فيها كما برهن اجتماع الخاسرين في اسطنبول .إن توافر الإرادة الواضحة والحازمة لدى الدولة السورية بالتجاوب مع مهمة انان والتوصل إلى تفاهمات بشأن آليات التنفيذ بين السلطات السورية والفريق المعاون للمبعوث الأممي لا يكفي لتحقيق الغاية المفترضة من بيان مجلس الأمن وإيفاد انان إلى سورية. تتقدم الولايات المتحدة معسكر تخريب المبادرة من خلال المال الذي دفعته للمعارضة السورية وعبر أجهزة الاتصالات التي أعلن صراحة أن الولايات المتحدة زودت بها عصابات الإرهابيين والمتمردين في سورية ، بينما يتولى عملاء أميركا في المنطقة : تركيا والسعودية وقطر تزويد تلك العصابات بالأسلحة جهارا وبالأموال اللازمة لشراء الأسلحة وبالرواتب المخصصة للمرتزقة الذين تم تجنيدهم لتخريب الأمن السوري. إن الوقائع التي تراكمت في الأيام القليلة الماضية تؤكد أن حلف العدوان اضطر لقبول بيان مجلس الأمن وتحرك أنان بسبب عجزه عن تطوير التدخل الأجنبي في سورية وهو يسعى لمنع استقرار الأوضاع في البلاد وإنعاش بقايا وفلول العصابات التي اندحرت أمام الدولة السورية وقواتها ، وبالتالي محاولة العودة إلى تفعيل الفوضى مرة أخرى والسعي لإغراق سورية بالمزيد من الدماء والخراب. ما يجب إشهاره سياسيا و إعلاميا هو أن المال والسلاح الذي يعطى للعصابات الإرهابية من قبل كل من الولايات المتحدة وتركيا ودول الخليج هو إشهار لمسؤولية هذه الأطراف عن كل قطرة دم سورية منذ صدور بيان مجلس الأمن." ثانيا: إن سورية بشعبها ودولتها وجيشها حققت تقدما حاسما ونوعيا في تصفية معاقل الإرهاب والتمرد وتطهير الجيوب الباقية ، وإعلان زمرة ما يسمى بالجيش الحر وسواها من الزمر والعصابات عن إخلاء المناطق ، جاء تعبيرا عن الهزيمة أمام الشعب والدولة والجيش في حين ينتقل مخطط التخريب إلى مرحلة جديدة تتناسب مع اندحار العصابات وفلولها وهي تتمثل باللجوء إلى عمليات التفجير والاغتيال وحيث تمثل المجموعات التكفيرية القوة الأنشط والأخطر في هذه العصابات.الولايات المتحدة وعملاؤها في المنطقة يستهدفون سورية بواسطة الإرهاب التكفيري وعبر جماعات المرتزقة وهم يسعون إلى منع وقف القتال على الأرض السورية خلافا للمزاعم الكاذبة التي رددوها على امتداد سنة كاملة. إسرائيل مفجوعة بتحول التوازنات لمصلحة سورية وبضياع الفرصة الثمينة التي حلمت بها للنيل من سورية ومن الرئيس بشار الأسد ركيزة المقاومة ومحورها الحاسم على صعيد المنطقة و هو ما يفسر الهستيريا الأميركية الخليجية التركية التي تعبر عنها حملات التحريض والتشكيك التي تستهدف موقف القيادة السورية من مهمة انان رغم كل التجاوب ورغم الخطوات العملية. الدولة السورية تضع أنان وفريقه أمام امتحان الموضوعية الذي اجتازه المراقبون العرب بنجاح ونجاح أنان وبعثته سيكون ضربة جديدة لواشنطن وعملائها وهذا ما تحرص عليه الدولة الوطنية السورية المحتضنة من شعبها ، خصوصا بعدما خرجت الأوساط التي انخدعت بالمعارضات و سلميتها الكاذبة و إصلاحيتها الواهية في بداية الأزمة ، من وهم تصديق مزاعم المعارضين المتجمعين بالمال الخليجي وبالمشيئة الاستعمارية في مجلس اسطنبول الذي أخرج نفسه كليا من أي عملية سياسية وتحول إلى واجهة في خدمة المخطط الاستعماري الذي يستعمله في إشغال الدولة الوطنية ومحاولة التأثير على موقعها التفاوضي في ملفات المنطقة.
ثالثا: في الأيام القليلة القادمة تنجز الدولة الوطنية السورية عملية تطهير المعاقل التي سيطر عليها الإرهابيون بينما تتكشف الوقائع عن المزيد من الجرائم والمجازر التي يظهر فيها أن السعودية وقطر وتركيا تدعم مجموعات من القتلة والسفاحين الذين ارتكبوا جرائم جماعية ضد الشعب السوري.في هذه الفترة أيضا تتواصل التحضيرات للانتخابات التشريعية المقررة بعد حوالي الشهر من الآن ما لم تؤجل ، والتي ستكون محطة مهمة في تاريخ سورية الحديث عبر إعادة تشكيل الواقع السياسي والدستوري بالاحتكام إلى صناديق الاقتراع على أساس التعدد الحزبي والسياسي والإعلامي ، والغاية الأساسية من عملية تمويل الإرهاب وإدامته على الأرض السورية هي تعطيل التحول الديمقراطي الذي أطلقه الرئيس بشار الأسد وسوف يكتشف المخططون مقدار فشلهم في اختبار التصميم السوري على إحداث النقلة المرجوة في الحياة الوطنية وعلى تثبيت الاستقرار والأمن والحزم في المعركة ضد الإرهاب وهي معركة قد تطول لأن الولايات المتحدة المستنفرة لحماية إسرائيل تريد استثمار جميع الأدوات الممكنة لإقلاق سورية وعرقلة نهوضها وطنيا وقوميا وتأخير تماسكها وعودتها إلى الموقع الحاسم والاستراتيجي الذي تشغله في معادلات المنطقة والعالم .سورية المنتصرة ستقدم نموذجا جديداً في تكوين الدولة الوطنية المعبرة عن إرادة الشعب والمتمسكة بخيار المقاومة والاستقلال وهذا النموذج سيسرع في التحولات العربية وخصوصا في عملية الغليان والتمرد التي تشهدها شبه الجزيرة العربية فالحجاز ونجد على موعد مع ثورة تقض مضاجع آل سعود المحاصرين بالأزمات من الداخل ومن حولهم في اليمن والبحرين وكل ما يستطيعه الأميركيون لهم هو السعي إلى تأجيل انتقال الموجة التغييرية الشاملة التي يقودها الرئيس بشار الأسد عبر تجديد الدولة السورية ومن خلال التمسك بقضية فلسطين وبحركات المقاومة.التكالب السعودي على سورية والسعار القطري في استهدافها والهيستيريا العثمانية ليست سوى تعبيرات عن الهلع الذي يتملك حكام تلك الدول من مرحلة ما بعد نهوض سورية وفتح الحسابات مع جميع المتورطين في خطة تدميرها وتخريب أمنها.

\\ ابو فاتح \\