اختطاف الجامعة العربية يلغي دورها
ويحتم التوجه السوري نحو العلاقات الثنائية مع الدول العربية
28 آذار , 2012
دمشق-سانا
تبدو الجامعة العربية التي تتحضر لعقد قمتها الثالثة والعشرين في العراق بحاجة إلى ربيع آخر ينتشلها من هوة الفشل التي أسقطها فيها ملوك وأمراء النفط المتباهون بمحاربة المقاومة وتقسيم السودان وتفتيت ليبيا وتهميش القضية الفلسطينية لتتحول بذلك إلى أداة تخدم الأجندات الأمريكية الغربية الطامحة لإعادة رسم خارطة المنطقة على مقاس الكيان الصهيوني. مشيخات النفط الخليجي التي اختطفت الجامعة العربية منذ أكثر من عام رسمت لها خطة عمل أمريكية بامتياز ظهرت نتائجها بفرض التدخل الخارجي في ليبيا تمهيدا لتعميم هذه التجربة على دول عربية أخرى وذلك بعد أن أشرفت مع أسيادها في الغرب على تقسيم السودان وتحويله إلى بؤرة جديدة للاقتتال والتدخل الخارجي. وحرصت الأطراف المهيمنة على الجامعة خلال العام الماضي على إقصاء أي صوت عربي حريص على مصلحة الشعوب وتجلى ذلك في الطريقة التي تعاملت بها الجامعة مع سورية حيث قامت بتعليق عضويتها وفرضت عقوبات اقتصادية ظالمة طالت جميع فئات الشعب السوري بشكل يخرق ميثاق الجامعة التي تأسست أصلا من أجل خدمة مصالح الشعوب العربية. وسورية التي كانت الصوت العربي الرسمي الوحيد الذي واجه الاحتلال الأمريكي للعراق تدرك تماما أن اختطاف الجامعة العربية وشراءها بأموال النفط يحتم ضرورة التوجه نحو تعزيز العمل العربي المشترك من بوابة التعامل الثنائي مع كل دولة عربية بناء على مواقفها من القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية حتى لا يتسنى لمشيخات النفط التي وضعت أراضيها تحت تصرف واشنطن استكمال ما بدأه الاحتلال الأمريكي في العراق وتصفية القضية الفلسطينية. ومن هذا المنطلق فإن سورية غير معنية بما يدور من مناقشات في اجتماعات وزراء الخارجية العرب حول نية المجتمعين في قمة بغداد مناقشة مبادرة عربية جديدة حول الأزمة في سورية في ظل غيابها وهذا ينسجم مع ما اتبعته منذ تعليق عضويتها في الجامعة العربية حيث انطلقت في علاقاتها العربية بشكل ثنائي فقط. وفي المحصلة تؤكد جميع المعطيات والوقائع أن جدول أعمال القمة الحالية هو صناعة خليجية بامتياز الأمر الذي يتجلى بوضوح في تغييب عمليات القمع التي تنفذها قوات الأمن البحرينية مدعومة بدرع سعودي بحق المحتجين السلميين المطالبين بإصلاحات دستورية ناهيك عن تجنب أي إشارة إلى الاحتجاجات المتصاعدة في مختلف مناطق المملكة السعودية وخداع الرأي العام العربي عبر تجاهل ما يجري في ليبيا التي وضعتها خطط الأنظمة الخليجية على قائمة التقسيم عبر الاقتتال الداخلي وغياب منطق الدولة. ويبدو من الجدول المقترح للبنود التي ستناقشها القمة العربية ان بعض الدول العربية وخاصة في الخليج مستمرة في محاولاتها لحرف مسار الجامعة بما يخدم مشاريعها المبطنة بأجندات غربية لا تخدم القضايا العربية والأمن والاستقرار في المنطقة.
= = سورية الله حاملها = =
= ابوفاتح =
أحدث الصور 
موضوع: اختطاف الجامعة العربية يلغي دورها 
الأربعاء مارس 28, 2012 8:00 pm
