"العروبة" التي جلبت لنا المصائب
ربما حان الوقت بل حان قولا ويجب أن يكون فعلاً، لكي تنحى سورية عن هذه التسمية، وتنأى بنفسها عن مشكلات العرب المزمنة ومصائبهم وويلاتهم وعن كل ما تجره خلفها من واجبات"."لم يكن مناسباً في وقت مضى أن نتحدث عن "سورية أولاً" وفلسطين ولبنان والعراق تحيطنا نازفة، تتكاثر في سمائها وترابها الغربان والضباع. الآن سورية تنزف، وغربان العرب مجدداً يتخذون وضعيتهم المفضلة "الطعن في الظهر" بانتظار التباهي فوق الضحية بالخنجر العربي التقليدي." هل "ننتظر تقطيع سورية إلى أجزاء كما يتم تقطيع أعضاء بعض مواطنيها لكي نقول سورية أولاً؟ ألم يحن الوقت لنقول "السوري أولاً" قبل أي جنسية عربية أخرى، تآمر قادتها علينا ؟ ألا يجب على أم العروبة وقلبها أن تقول لا "أولادي أبدى"؟ أولادي قبل أولاد الجيران. وشددت على أنه "حان الوقت لإغلاق الأبواب بل النوافذ والالتفات إلى الهم والشأن الداخلي والتخلي عن "العروبة" التي لم تجلب لسورية إلا المصيبة تلو الأخرى واللاجئ تلو اللاجئ والإحراج يليه إحراج حتى في أبسط قضايا الأمن القومي العربي الذي انتهكه العرب عمداً طوال عقود من الزمن ؟.نعم.. حان الوقت لنغلق الأبواب والأجواء والحدود.. حان الوقت لنجعل من سورية قلعة منيعة على العرب.. حان الوقت لنجعل من وطننا مثالاً يحرج أوطان العرب وحكامها ويعيد للشعوب العربية حريتها وألقها وثرواتها المنهوبة والمرهونة في مصارف بني صهيون. وستبقى "سورية بلد العزة والكرامة والشموخ والمقاومة وستبقى تلك القلعة التي تحرج أنظمة الذل والمساومة والتفاوض دون أن تنحرج". "سورية" منحت الدول العربية ما يكفي من وقت وهدوء لتفكر جيداً فيما يحضر لكل المنطقة، لكن جاء القرار "العربي" ليعاقب شعب سورية وحكومتها فلم يعد هناك من خيار أمام سورية سوى أن تعلن وفاة العرب وأن تحيي سورية وتحصنها لتكون قبلة كل مواطن عربي شريف يرى فيها مثالاً للحرية والديمقراطية والتآخي والمقاومة، ورمزاً للعزة والكرامة.. سورية مستمرة في إصلاحاتها والأيام والأسابيع القادمة ستؤكد أن ما من نظام في العالم قادر على معاقبة الشعب السوري الذي سيخرج من محنته وسيدرس العرب كما درسهم سابقاً معاني العزة والكرامة والتمسك بتراب الوطن.
سورية الله حاميها
= ابو فاتح ==