سورية بين العرب والعروبة

سورية بين العرب والعروبة

راكان بن حثلين

مهما سمعنا ورأينا وقرأنا من اخواننا عرب اليوم.. فلن نكفر بالعروبة.. ولن نتحدث سوى اللغة العربية.. ولن نتوانى كما فعلنا دوماً عن مساعدة العرب في كل زمان ومكان والدفاع عن قضاياهم بكل نفس ونفيس، فالعروبة تجري في دمائنا.. وتملأ عقولنا.. وتفيض بها قلوبنا..! بمثل ذلك كان ردُّ المندوب السوري لدى الأمم ا لمتحدة بشار الجعفري، على الجحود العربي.. تجاه سوريا الأسد.. في جلسة مجلس الأمن الدولي التي عقدت بنيويورك مساء الثلاثاء الماضي. فالجعفري هاله وراعه مثل ما هالنا وراعنا ما سمع من العرب وهم يدعون في خطاب صريح ومكتوب وباللغة العربية.. دول العالم.. لتخليص سورية من قائدها بل وفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية على دمشق. فلمصلحة من المطالبة بالتدخل الاجنبي بالشأن السوري.. ولمصلحة من المطالبة بضغوط اقتصادية على الشعب السوري!؟
دعوة الغرب وتدخله في شؤوننا نحن العرب ليس في مصلحتنا وان بدا غير هذا. وامامنا ما جرى ويجري من سفك للدماء العربية الطاهرة وضياع للثروات العربية وتشتت وتمزيق. في ليبيا ومن قبلها العراق. لنعرف كم هو خطر وخطير التدخل الاجنبي في الدول العربية. مصلحة الشعب السوري لمن يهمه هذه المصلحة بتقريب وجهات النظر المتباينة بين المعارضة السورية والحكومة السورية والأخذ بيد قائدها للمضي قدماً بتنفيذ ما وعد به من اصلاحات ديموقراطية واقتصادية ودستورية. تتوج بانتخابات حرة ونزيهة لانتخاب رئيس لسورية. هذا ما نطالب به لاننا نحب سورية. ويطالب به كل من يحبها غيرنا. روسيا والصين. لكن دول الغرب وأولها اميركا ومن يدور في فلكها من عرب اليوم لا يريدون سوى استمرار سفك الدماء السورية وتخريب الاقتصاد السوري واشغال سورية العروبة عن الاهتمام بالحق العربي والمصلحة العربية. فالقضية في سورية ليست قضية حاكم يبقى أو يذهب ولكنها قضية امة عربية او شعب عربي يرفض الذل والهوان ويرفض انتهاك الكرامة العربية وضياع الموارد العربية. وتحويلنا الى شعب يأكل ويشرب وينام. بمعرفة الآخرين! الاستعمار الغربي بصورته الجديدة يريد ان يقسم الوطن العربي لأكثر مما هو مقسم واستنزاف ثروات العرب وابقاءهم قوة استهلاكية لا انتاجية باشعال نار الطائفية والقبلية العائلية. في كل بلد عربي! على كل حال وحسبما أرى فان هناك ثأراً بين الغرب وسورية، وقد آن الأوان للغرب وبمساعدة العرب انفسهم من دعاة التأخر للانتقام من سورية التي تقول: «لا لضياع الحق الفلسطيني» وتنتج ما يكفيها من غذاء. وتنصهر فيها كل الطوائف والقبليات والعائلات.. في بوتقة واحدة اسمها سورية العربية. ويا عرب افهموا وعوا: الغرب لا يريد سوى الاقتتال في سورية وتمزيق سورية وافقار الشعب السوري، ليأكلكم بعد ذلك. دولة دولة.. ويخطئ من يظن أن الغرب يمكن ان يأتي لسورية ولو بطائراته. كما اتى الى ليبيا. لأن سورية ليس فيها نفط مثل ليبيا. تسدد فاتورة تدخل الغرب.. الباهظة.. وبدلاً من ان يطفئ العرب نار الفتنة في سورية ويساعدوا قادتها وحكومتها على الاصلاح في كافة المجالات. نجدهم يساعدون الغرب على تنفيذ اجندته الجائرة فيها للاسف الشديد فهل استفاق العرب وقبل فوات الأوان، هذا ما نأملة أو نتمناه وعاشت العروبة.. عاشت العروبة !.وعاشت سورية قلب العروبة النابض ؟؟ سورية الله حاميها ؟؟

\\ أبو فاتح \\