": الدول العربية الصامتة هي الأكثر خطورة من تلك المتورطة علانية
رأت صحيفة "تشرين" السورية أنه "بعدما دخلت سورية مرحلة التفجيرات الإرهابية المباشرة التي تستهدف المدنيين الأبرياء قبل العسكريين، لم يعد بالإمكان التمييز بين دول عربية صامتة، وأخرى متورطة علانية بما يحدث في سوريا منذ عدة أشهر، فالجانبان أصبحا في مرتبة واحدة، لا بل إن الدول العربية الصامتة هي الأكثر خطورة وتأثيراً من تلك المتورطة علانية في تأجيج الأزمة السورية ومحاولة إطالة أمدها". وقالت :" إذ إن أكثر ما كان يخيف في تاريخ القضايا العربية على مر العقود السابقة ذلك الصمت المريب الذي كان يلف مواقف العديد من الدول العربية، وقد أثبتت الأيام والحقائق أن صمتها هذا لم يكن إلا واجهة لمقايضات وصفقات تنجز على حساب الشعوب العربية وحقوقها.. وربما يكون ما تكشّف من علاقات سرية بين بعض الأنظمة العربية والكيان الصهيوني والصفقات التي تمت على حساب القضية الفلسطينية يضيء جزءاً من تلك الحقيقة". إن الصمت المقصود به هنا لا يعني فقط الإمتناع عن إبداء موقف رسمي مما يجري هنا أو هناك، إنما يقصد به أيضا الضبابية وعدم المصداقية والنفاق في مواقف بعض الدول. مثلاً أن تمتنع دول عربية عن إصدار تصريح إعلامي يتضمن إدانة للتفجيرين الإرهابيين اللذين استهدفا العاصمة دمشق فهذا يمثل الوجه الأول القبيح للصمت، لكن عندما تصدر بعض الدول العربية بيانات مختصرة وتصريحات غائمة فهي كالدول الصامتة.. وأشد، لأنها تخفي ما تخفي في سياساتها وتوجهاتها، وهذه علينا الحذر منها لسببين: أنها خرجت عن صمتها اللفظي، وأنها عبرت عن موقفها المعلن بعبارات ضبابية مملوءة بالنفاق والمكر.. في ظل هذا الصمت العربي المهين بوجهيه والتآمر المكشوف من بعض دوله، يحضر الحل السوري الداخلي كضرورة ملحة تقتل ذلك الصمت وتحبط ذلك التآمر، فإن كان الغضب من حق المواطن السوري بعد مثل هذا العمل الإرهابي، فإن الحكمة والعقل أشد ما يحتاجه اليوم، ولاسيما أن هذه الأعمال الإرهابية تهدف إلى إذكاء جذوة الأول وتغييب روح الثاني.. ففي مثل هذه الحالة خسرت في السابق شعوب وتقدم القتلة. بعد ما حدث.. وما قد يحدث لاسمح الله، لا مفر من تسمية الأمور بأسمائها والدول بأفعالها.. فمن حق المواطن السوري أن يعلم من يتآمر على حياة أطفاله ومن يصمت عن ألمه ومن يشمت لحزنه، لا لمبادلته الفعل نفسه لأنه ليس من عادة السوريين ذلك، إنما ليكون على علم بمَنْ يواجه.. ومَنْ خصمه الذي يدّعي ارتداء عباءة الشقيق والحريص. ولكن نحن نقول \\ سورية الله حاميها \\
\\ ابو فاتح \\