شريط مصور لنتنياهو يتفاخر فيه بتدمير اتفاق أوسلو والتلاعب بأمريكا

شريط مصور لنتنياهو يتفاخر فيه بتدمير اتفاق أوسلو والتلاعب بأمريكا

بثت قناة تلفزيونية إسرائيلية شريط فيديو لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تم تصويره عام 2001، وهو يتحدث لأسرة إسرائيلية في مستوطنة "عوفرا"، متبجحا بأنه هو من دمر اتفاق أوسلو، وأنه يحرك أمريكا كما يشاء.



وذكر موقع الـ CNN الالكتروني أن نتنياهو الذي لم يكن يعرف بأن آلة التصوير كانت تعمل آنذاك، أشار في حديثه مع الأسرة الإسرائيلية إلى أن 80 في المائة من الأمريكيين يؤيدون إسرائيل وأنه يمكنه "تحريكها" كيفما يشاء.

وظهر نتنياهو في الشريط يقول ردا على وصف امرأة من الأسرة التي تستضيفه اتفاق أوسلو بالكارثة، "نعم، أنت تعلمين ذلك وأنا كذلك، وينبغي على الشعب الإسرائيلي أن يعرف ذلك".

وأضاف "ما هي اتفاقيات أوسلو؟ إنها الاتفاقيات التي وقع عليها الكنيست، وكنت أتساءل قبل الانتخابات: هل ستتصرف بناء عليها؟، وأجبت: نعم، بناء على المشاركة الثنائية وتقليل الانسحابات، ولكن كيف يمكنك أن تقلل الانسحابات؟، من خلال تقديم تفسيرات للاتفاقيات التي تجعل من المستحيل عليّ وقف الانسحاب إلى خط الهدنة عام 1967".

وأوضح أنه اشترط توقيعه على اتفاق الخليل بموافقة أمريكية على ألا تقع انسحابات من "مواقع عسكرية محددة"، وأنه سيقرر ما هي هذه المواقع، مثل غور الأردن كله، متباهيا بقوله "إنني وقفت منذ ذلك الحين ضد اتفاقات أوسلو".

وتنص اتفاقيات أوسلو التي تم توقيعها وقع بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل برعاية أميركية في واشنطن عام 1993، على أن تنسحب إسرائيل تدريجياً من الأراضي الفلسطينية.

وعن الدور الأمريكي، قال نتينياهو في الشريط "أنا أعرف أمريكا، إنها شيء يمكنك أن تحركه بسهولة، تستطيع تحريكه إلى الاتجاه الصحيح، والأمريكيون لن يستطيعوا الوقوف في طريقنا، ولن يفعلوا ذلك".

وأشار إلى أن "إدارة كلينتون (الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون) كانت مؤيدة للفلسطينيين إلى حد كبير، لم أكن خائفاُ من المناورة، ولم أكن خائفاً من الاشتباك مع كلينتون، ولا مع الأمم المتحدة"، مضيفا "لقد دفعت الثمن على أي حال، وأنا أفضّل أن أحصل على القيمة، القيمة مقابل السعر".

ويتزامن بث هذا الشريط مع زيارات المبعوث الأمريكي جورج ميتشل للمنطقة في محاولة إطلاق المفاوضات المباشرة مع السلطة الفلسطينية، تلبية لمطالب إسرائيل.

في سياق متصل، أثار هذا الشريط العديد من ردود الفعل، حيث هاجم الكاتب الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي، في مقالة له نشرتها صحيفة هآرتس الإسرائيلية نتينياهو، قائلا إن "هذا الفيديو يجب أن يعرض في كل منزل في إسرائيل، ثم يرسل إلى واشنطن ورام الله، ويجب أن يحظر على الأطفال مشاهدته حتى لا يتعلموا الفساد، وينبغي أن يوزع على كل الدول وعلى كل شخص من أجل أن يعرف من يقود حكومة إسرائيل".

وتساءل ليفي عن موقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما فيما لو شاهد الشريط، وهو الذي أبدى الأسبوع الماضي ثقته بقدرة نتنياهو على "المجازفة من أجل السلام".

واعتبر أن نتنياهو تفوّق على كل زعماء "إسرائيل" السابقين في "الخداع وتضليل أمريكا وبلبلة الفلسطينيين وتضليلنا جميعاً"، مضيفا "أن الشخص الذي يظهر في الشريط (نتنياهو) يشهد على نفسه بكلامه أنه محتال، وهذا هو نيتنياهو الحقيقي".

كما رأى ليفي أن حتى اعتراض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على إجراء محادثات مباشرة مع نتيناهو سيكون مفهوماً، فماذا هناك غير مناقشة مع شخص هدفه الوحيد هو منح 2 في المائة من أجل المحافظة على 100 في المائة، كما قال له والده نقلاً عن جده.

وأشار إلى أن هذا الشريط يفند مزاعم إسرائيل التي تحمل الفلسطينيين مسؤولية مذنبون إخفاق اتفاقات أوسلو، لأن نتنياهو كشف "بفخر" أمام مستضيفيه أنه هو من قضى بيديه وبأفعاله على اتفاقات أوسلو.

وترفض إسرائيل الاعتراف بدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، كما تفرض حصارا على قطاع غزة منذ أكثر من عامين في ظل دعوات العديد من الدول العربية والغربية بضرورة إنهاء الحصار وفتح المعابر أمام الفلسطينيين ليتمكنوا من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي ويحصلوا على مقومات الحياة الأساسية.