ما يصنع من الرجل شهيداً هو القضية لا الموت...
منذ البدء كانت سوريا... بذرة سقطت من عند الرب حطت على أرض طاهرة لتنبت عليها وتكبر فيها يوماً بعد يوم .. وتصبح مع الأيام شجرة باسقة رعاها الله في سمائه بما حملته من طهر وشرف.. كرامة وعزة ونخوة ملأ شذاها أصقاع الأرض..
وبقيت كذلك عبر التاريخ إلى أن جاء الحاضر بما حمله من سموم وآفات ضارة بدأت تفتك بجذعها وتنخر أوراقها لتسقط منها آلاف الاوراق على أرضها الطاهرة وتروى جذورها بدماء أبنائها ودموع ذويهم ... نعم.. لقد سقط على ثرى وطني آلاف القرابين منذ بدء هذه الأزمة، دفع السويون في الماضي والحاضر وسيدفعوا في المستقبل ضريبة الحفاظ على طهر هذي الأرض.. بكت دمشق شهداءها بدموع الفخر والعز..
يقال :ما يصنع من الرجل شهيداً هو القضية لا الموت..
القضية التي أورثنا إياها أجدادنا .. قضية الوطن والتضحية، قضية سوريا الحرة الأبية ..قضية الكرامة التي يتوارثها السوريون منذ الأزل.. دماء قادة وشعب لم ولن ينحن لأحد مهما كان الأمر ضرورياً فقد لا تتاح له الفرصة لينتصب مرة أخرى كما قال الماغوط يوماً.. راهن المراهنون على سقوط المؤسسة العسكرية في بلدي و انكسار شعبه العظيم.. وانتشار مشاعر الخوف والإحباط في الشارع السوري الذي صمد لما يقارب السنتين وهو يعض على جراحه ويبكي فلذات كبده وجنوده بصمت يملأه الكبرياء والعزة التي فطم عليها أبناء هذا الوطن الشريف ..أما على أرض الواقع فكانت ردة الفعل السورية التي لطالما اشتهرت بالبرود كفعل الأم التي فجعت بأبنائها لتنقض على أعدائها وتنهش لحم المعتدي وتمزق أشلائه..وهذا ما يفعله الجيش العربي السوري اليوم..وهو يحاول انتشال هذا الوباء الذي تفوح منه رائحة العفونة والإرهاب .. ورائحة الخيانة العظمى التي ملأت رؤوسهم وأنفاسهم التي تلهث بالطائفية والتعطش للدماء..لن أطيل الكلام لشرح معنويات شعبنا الصامد العظيم وسأختصر حروف اللغة العربية بعبارة استوقفتني مطولاً على الشبكة العنكبوتية كتبها السوريون في صفحاتهم تقول : في لعبة الشطرنج موت الوزير لا يعني نهاية اللعبة.. فكل جندي على هذه الرقعة مؤهل لأن يصبح وزير .. الموت لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة, هـيـهــات مـنــا الـهــزيـمـــة..نعـم هكـذا هـم السوريـون.. شعـب عظيـم قـد يلـوى لكنـه لا ينكسـر..شعـب أثقلتـه جراحـه وملأتـه الدمـاء...
لكنـه شعـب لا يمـوت ؟؟؟
\\ ابوفاتح \\