النهايات المميتة لأردوغان
الخميس، 10 تشرين الأول، 2012
أوقات الشام
إن إضعاف السياسات المناهضة لسوريا في المنطقة سيؤدي إلى انهيار تركيا. حيث لا زالت تركيا مستمرة في وقاحتها في المنطقة. هذه الوقاحة والجرأة أضحت طابعاً يومياً مميزاً للسياسة التركية. الحكومة التركية التي جاءت إلى السلطة بدعم أمريكي وغربي من أجل بناء المرحلة الحرجة من الاقتصاد التركي، بدأت تنفذ خططها بطريقة واضحة جداً من أجل تنفيذ الأجندة التي نصبت نفسها لأجلها. تعتقد الحكومة الحاكمة في تركيا أنها هي المنقذة لدول المنطقة، ونظرا لهذا، فهي تبذل قصارى جهدها لتقديم نفسها على أنها البلد الذي يمكن أن يكون زعيماً للعالم الإسلامي. بعد صعودها إلى السلطة في تركيا، تفوق حزب العدالة والتنمية الاسلامي على كل الحكومات التركية السابقة من خلال توسيع العلاقات الاقتصادية والسياسية مع أمريكا والاتحاد الأوروبي، وبذلك جعلت نفسها مطية لكل من أمريكا وأوروبا.وهذا التودد كان مفيداً لأنقرة أيضا. إذ أن ذلك البلد الذي عانى من ظروف الفوضى الاقتصادية والاجتماعية في السنوات الأخيرة، قد تجاوز كل ذلك الآن، ويعود هذا إلى الخدمات التي قدمتها تركيا في عملية تنفيذ السياسات والأوامر الأمريكية في المنطقة.الآن، قد اتخذت الحكومة التركية خطوة أخرى من أجل استكمال هيمنتها. حيث عقد حزب العدالة والتنمية مؤتمره السنوي لإظهار القوة التي يمتلكها هذا الحزب الحاكم في تركيا بحضور بعض المسؤولين من دول اخرى مثل الرئيس المصري مرسي وخالد مشعل زعيم حماس اللذان حضرا المؤتمر.تركيا، التي ترى نفسها في الوقت الحالي كحامل راية الانموذج بين دول المنطقة الاسلامية تجرأت على تحذير إيران وروسيا والصين في مؤتمر الحزب بالقول: "أنا هنا لكي أعطي إشعاراً لروسيا، والصين، جنبا إلى جنب مع إيران لمراجعة مواقفهم مرة أخرى فيما يتعلق بسورية خلال العام ونصف العام الماضي، لأن التاريخ لن ينسى مساندتهم للرئيس بشار الاسد ؟أردوغان وحكومته ليسا على علم أنه بسبب تدخلهم الواضح، أنهم يشاركون في المذابح التي ينفذها المتمردون والإرهابيون في سوريا والتي سيتم تسجيل هذا الإجراء في التاريخ، وأن تركيا معتادة على ذلك بسبب مذبحة الأرمن على يد النظام العثماني الذي تم تسجيله في التاريخ وظل صامداً كعلامة سوداء على جبين هذا البلد. وإذا ظلت الحكومة التركية الحالية تواصل سياساتها ضد سوريا، سوف يتم تسجيل حالة أخرى من المجازر في ذلك البلد في التاريخ الذي لن يغفره الرأي العام الحالي والمستقبلي. ان الجبهة التي أنشأتها تركيا بالتعاون مع الدول الإقليمية الأخرى ضد سوريا ليست موجهة ضد سوريا فقط، ولكن موجهة ضد من يقاوم النظام الصهيوني وضد ايران كذلك. ان هزيمة سياسات تركيا ضد سوريا سوف يضعف موقف هذا البلد في المنطقة، وهذا سوف يجعل الشعب المسلم في تركيا يقوم بالاحتجاجات الشعبية ضد تصرفات الحكومة الحاكمة والتكاليف الباهظة التى تكبدتها لتسليح وتجهيز المتمردين السوريين. ومن ثم فإننا سننتظر الربيع التركي قريباً.
\\ ابو فاتح \\