ألأسلام منهم براء
عندما تجتمع منظمة التعاون الاسلامي استثنائياً قبيل يوم القدس التي ترزخ تحت الإحتلال الصهيوني وتتعرض للتهويد والإستيطان بوتائر متسارعة, فان التفكير العادي يذهب الى أن المنظمة, وهي التي وجدت أصلاً من أجل نصرة فلسطين , سوف تتخذ قرارات حازمة من شأنها وضع حد للجرائم الصهيونية بحق القدس وبحق العرب والمسلمين الذين تهان كرامتهم على هذا النحو السافر بفعل ما يتعرض له بعض أرضهم وأحد أهم مقدساتهم الدينية من إعتداءات صارخة...فماذا فعلت المنظمة العتيدة, أصدرت بينا تطرق الى المسألة الفلسطينية بإختصار خجول على عادة أهل الإعتلال العربي, وإعادة التأكيد الكاريكاتوري على ثوابتهم الانهزامية المعروفة ولاسيما مبادرة السلام العربية سيئة الذكر التي فرطت بمعظم فلسطين التاريخية, ما سيؤكد للصهاينة المجرمين انه لا خوف من الحكام العرب والمسلمين, وان بامكانهم الاستمرار في تنفيذ مخططاتهم حتى اخر ذرة من تراب فلسطين و أخر حجر من أحجار المسجد الاقصى... على العكس ارتفع صوت المنظمة عالياً واتخذت قراراً بتعليق عضوية سوريا, مؤكدة أن ذلك كان الهدف الحقيقي للمتحكمين بها لاسيما السعودية,وأن كل ما جرى من مناقشات واتخذ مقررات بشأن الحوار والتقريب بين المذاهب الاسلامية فضلا عن الشأن الفلسطيني لم يكن سوى لذر الرماد في العيون ...لو كانت المنظمة معنية بفلسطين حقاً لما أقدمت على اتخاذ قرار جائر بشأن دولة عربية كانت دائماً حاضنة للمقاومة الفلسطينية,وشكلت العقبة الكأداء في وجه كل المحاولات السياسية والعسكرية لتصفية القضية الفلسطينية... ولو كانت المنظمة حريصة على الوحدة الاسلامية وعلى الحوار بين المسلمين لكانت دعت سورية الى الاجتماع وساندتها على حل أزمتها.لكن خروج سوريا من أزمتها محافظة على وحدتها الوطنية وتماسكها الاجتماعي وقوة جيشها,وعودتها الى ممارسة دورها القومي في الدفاع عن فلسطين ولإنهاض ألأمة هو اكثر ما يقلق أمريكا وإسرائيل ويخيف الرجعية العربية.وهل ينتظر من المنظمة السعودية أن تهتم بانقاذ فلسطين ومساعدة سوريا نصيرة فلسطين , وال سعود مكلفون رسميا من قبل الامبريالية والصهيونية بتصفية القضية الفلسطينية وتدمير حاضنتها السورية واغراق الوطن العربي والمنطقة عموما في جحيم الفتن الطائفية والحروب الاهلية ... ما يسمى منظمة التعاون الاسلامي التي سطا عليها ملوك النفط كما سطوا على الجامعة العربية لم يعد لها للأسف أي علاقة بالإسلام الحقيقي,فهذا الإسلام الذي يرى الأشياء بعين القدس هو منها براء براء براء."
\\ ابو فاتح \\