حلب: سحق بالجملة للميليشيات " الأطلسية " الأردوغانية " الخليجية "
الأحد، 12 آب، 2012
قال ناطق باسم الميليشيات الوهابية الأطلسية الأردوغانية الخليجية التي تعمل تحت ما يسمى بالجيش السوري الحر، والتي يسميها مراكسة وبلاشفة سوريا الكبار، بالثورة السورية، في حين، وفي بدايات سياسات التكويع والتراجعات التي بدأت تلوح في الأفق(1)، أشارت هيلاري كلينتون إلى ذلك بالقول في تصريحات لها في جنوب إفريقيا بأن بلادها لن تتسامح مع إدخال إرهابيي القاعدة للقتال في سوريا، نقول قال ذلك الناطق بأن ميليشياته نفذت انسحاباً "تكتيكياً" (رجاء ممنوع الضحك)، وبأنه سينقل المعركة إلى حي السكري، ولا ندري ما الذي سيتغير في هذا المكان الآخر، حيث سيتم التعامل معهم بنفس الطريقة، وإبادتهم على ذات النحو المعروف.
وتؤكد تصريحات هذا الناطق الأخبار الخاصة والموثوقة التي تتواتر من مدينة الشهباء عاصمة الشمال عن عملية إبادة حقيقية وطحن وجرف وتكدّس لأكوام من الجثث لسلفيين وجهاديين أفارقة وآسيويين وأتراك ومرتزقة آخرين مجهولي الهوية في شوراع وساحات المدينة دون أن تجد من يرفعها أو يترحم عليها، وقد وقعوا في أتون مطحنة ومحرقة حقيقية تلتهمهم بلا هوادة وتعرضوا لعملية تصفية وإبادة جماعية على يد الجيش الوطني النظامي السوري، الأكثر عدة وعدداً وتدريباً وتأهيلاً والمشبع بأيديولوجية وطنية وعقائدية عالية وراسخة تضع في رأس أولوياتها ومهامها أمن ووحدة وسلامة سوريا وشعبها.
وبغض النظر عن المعايير الأخلاقية والخلفية الإنسانية في الموضوع، وإن كنا نقف بالمطلق ضد كل أعمال العنف والقتل وسفك الدماء ولا ننزع إلا نحو الحوار والسلم، فإن ما يفعله الجيش الوطني السوري النظامي هو من صلب واجبه وعمله الوطني في التصدي لغزاة ومعتدين حقيقيين مدربين في الخارج على التخريب والتدمير وفبركة الحروب وإشعالها واللعب بالنسيج الوطني وتفتيت المجتمعات المسالمة والآمنة على يد هؤلاء المسلحين المدعومين والممولين من قبل جهات إقليمية ودولية لم تعد تتورع أوتجد خجلاً وحرجاً في الإعلان عن ذلك وعلى رؤوس الأأشهاد.
وما يفعله الجيش الوطني السوري النظامي، هو نفس ما فعلته الولايات المتحدة حين تعرضت لغزوتي نيويورك وواشنطن وقامت بشن حربين على دولتين ذات سيادة هما أفغانستان والعراق، ونفس ما فعلته بريطانيا مع الجناح العسكري للجيش الجمهوري الإيرلندي، وهذا ما فعله الجيش والنظام الجزائري، الذي هدده حمد بن جاسم في جلسة مجلس الجامعة لمناقشة الوضع السوري في الخريف الماضي بالقول "جاييكم الدور"، حين تعرض لغزو ذات القطعان الوهابية الظلامية المجرمة التي قتلت أكثر من 200 ألف جزائري بنفس الطريقة الزرقاوية من الذبح والخطف والتنكيل والإجرام المنظم.
وهذا ما فعلته المهلكة الوهابية الشيطانية الإجرامية ذاتها صاحبة اليد الطولى والباع الأقوى في الدم السوري، حين تعرضت لإرهاب القاعدة التي صنـّعتها الدوائر الغربية والموسادية وأطلقها تركي الفيصل ونايف بن عبد العزيز، وهذا ما فعلته روسيا الاتحادية في الشيشان مع المتأسلمين والمرتزقة الوهابيين العربان، وكذلك الصين في إقلي جينغيانغ حين حاولت قطعان الوهابية والتأسلم البترودولاري أن تلعب بذيلها هناك، وكذا الأمر في اليمن، وغيرها من بلدان العالم.
لقد أصبحت المعادلة العسكرية في سوريا أن فرق الموت المدربة هذه التي تم تدريبها وإرسالها لزرع الموت والدمار في سوريا، والزعم بأن الجيش الوطني النظامي السوري يرتكب مجازر ضد أبرياء ومدنيين تمهيداً للتدخل العسكري في سيناريو الثورات الملونة الأمريكية، باتت تتعرض هي، وصارت هدفاً مشروعاً للموت الأسود الزؤام وتهزم الهزائم النكراء على يد جيش عرمرم خبير مدرب يتعامل معها بحرفية مهنية عالية ويستأصلها بعمليات جراحية نوعية ناجحة لم تفلح فيها الميليشيات الوهابية وخلال أكثر من سنة ونصف من إحراز أي نصر أو تقدم عسكري أو الاستيلاء والاستقلال بفتر واحد على الأرض ولا تغركم التصريحات والتيوبات التضليلية والكاذبة لـ"الثوار" المبالغ فيها وفي صحتها والمشكوك في مكانها وزمانها , وتصريح الناطق باسم الميليشيات الوهابية،
لا يخلو، في الحقيقة، من طرافة وفكاهة وتظارف وتذاك، حين يتحف العالم بالقول بأن المعركة ستنتقل إلى مكان آخر، فما هو المؤمل بالنسبة له في المكان الآخر، وما الذي سيكسبه ويحرزه هناك، وعلام يعول، طالما أن شيئاً من المعطيات وموازين القوى لم يتغير؟ ألن يواجه نفس المصير الأسود وقد حسمت كافة المواجهات مع هذه الميلشيات والقطعان الظلامية لصالح الجيش النظامي الوطني السوري مخلفة وراءها أعداداُ هائلة من القتلى والجرحى في صفوف الميليشات الأطلسية الخليجية التي يبدو أنها ضـُللت كثيراً وغـُرر بها وخـُدعت حين تم استجلابها لسوريا التي تبين أنها لم تكن رحلة ولا نزهة سهلة على الطريقة الليبية حيث اجتاحت تلك القطعان والميليشيات الأطلسية طرابلس الغرب خلال سويعات وبخمسة عشر مقاتل في الإنزال الشهير في آب من العام الماضي في ميناء طرابلس الليبي. الميليشيات الأطلسية الأردوغانية الخليجية تمنى بفشل ذريع، وانكسار وراء آخر، وتخسر وتتكبد الآلاف من مقاتليها الذين يسقطون بالجملة، وباتت تتعوذ، وتصرخ، وتستغيث وتستعين بالجن الأزرق والعفاريت ويبدو أن الملائكة التي دجـّل بشأنها المشعوذ السعودي محمد العريفي وقال بأنها تقاتل إلى جانب الوهابيين في سوريا قد أشاحت طرفها عنهم، وباتت القطعان الوهابية المكسورة تفر مذعورة أمام الضربات الساحقة والماحقة والحارقة للجيش النظامي الوطني السوري في حلب وغيرها.
والسؤال الآن، ماذا بعد هذه التجربة الفاشلة الجديدة، وهل سيتم تكرارها في غير مكان بعد حلب التي يبدو أنها في طريق الحسم الأكيد والقريب، أم أن الميليشيات الظلامية ما زالت تصر على الانتحار وتفضل لقاء الحوريات والغلمان على تحكيم العقل والتخلي عن مكابرتها في مواجهة والنزال وتشتهي وتتمنى وتطلب الموت على يد الجيش االوطني الباسل الذي سيرحب ولا يشك بذلك ولن يخيب، أبداً، أمل الميليشيات، ومن يقف وراءها، فيه.
(1)- لا تقرأ تصريحات وتراجع واعترافات كلينتون المثيرة والدراماتيكية إلا في هذا الأإطار، كما أن الإعلان عن نية وتوافق على ترشيح الدبلوماسي المخضرم الأخضر الإبراهيمي لخلافة عنان تصب في ذات الإطار ومحاولة للخروج الهادئ والناعم من الأزمة السورية بعد الإخفاق الكبير الذي واجهه الغرب في فرض سيناريو ما يسمى بالربيع العربي في سوريا.
نضال نعيسة – عرب تايمز/ أوقات الشام
\\ ابوفاتح \\