مصدر تركي يكشف حقائق مذهلة عن قضية الرهائن اللبنانيين الذين اخطفهم مسلحون سوريون
الرهائن خطفوا بعد 1 كم فقط من دخولهم الأراضي السورية، ونقلوا إلى الأراضي التركية فور اختطافهم ، وكانوا داخل مقر المخابرات التركية في مدينة "كيليس"!؟ كشف مصدر تركي واسع الاطلاع أن الرهائن اللبنانيين الذين أفرج عنهم بعد ظهرامس ، والمتوقع أن يصلوا إلى بيروت بين لحظة وأخرى، جرى نقلهم إلى داخل الأراضي التركية فور اختطافهم ، وكانوا داخل مقر المخابرات التركية في بلدة " كيليس" التركية إلى حين نقلهم اليوم إلى مطار مدينة أنطاكيا في إقليم "هاتاي"(لواء اسكندرونة المحتل) من أجل نقلهم إلى بيروت. وقال المصدر ، وهو وثيق الصلة بقسم العلاقات الخارجية في "حزب العدالة والتنمية" ، إن الخاطفين ينتمون لـ"كتيبة أبابيل" التابعة لما يسمى "الجيش الحر"، التي يتزعمها النقيب المنشق عمار الواوي، وكانوا تلقوا أمر الخطف مباشرة من نائب المراقب العام للأخوان المسلمين السوريين ، نائب رئيس "المجلس الوطني السوري"، فاروق طيفور. وسرد المصدر تفاصيل ما جرى بالقول "حصلت عملية الخطف على تخوم قرية (السلامة) السورية من الجهة الشمالية، أي على بعد أقل من 2 كم من نقطة الحدود التركية و أقل من 1 كم من نقطة الحدود السورية . وكان الخاطفون على علم مسبق بقاقلة الحجاج اللبنانيين منذ لحظة خروجها من نقطة الحدود التركية ، حتى أنهم حصلوا على رقمي الباصين اللذين كانا ينقلان الحجاج واسمي سائقيهما عن طريق ضابط في المخابرات التركية يدعى (صبحي)، وهو جهة التنسيق ما بين المخابرات التركية من جهة ، و رياض الأسعد وفاروق طيفور من جهة أخرى ، ويعمل لدى الأسعد كما لو أنه سكرتير عسكري". وأكد المصدر أن الرهائن "جرى نقلهم في البداية إلى الحي الغربي من بلدة إعزاز المجاورة ثم ، وبعد حلول الليل، جرى نقلهم إلى قرية (قسطل جندو) الواقعة في منطقة وعرة إلى الشمال الغربي من إعزاز بحوالي 3 كم . ومن هناك جرى نقلهم إلى مقر المخابرات التركية في مدينة (كيليس) الملاصقة للحدود مباشرة ، حيث خضعوا لتحقيق مكثف من قبلها، معتقدين أنهم لم يزالوا في قبضة المسلحين السوريين". على الصعيد نفسه، قال المصدر " إن السلطات التركية ، التي كانت تريد استخدام المختطفين من أجل التفاوض على بعض الملفات الأمنية، فوجئت بدخول حزب الله على خط الأزمة فورا بشخص أمينه العام حسن نصر الله ، وبالتهديد الذي أرسله عبر القنوات الديبلوماسية لجهة أنه يعتبر تركيا هي العنوان الوحيد للخاطفين وليس أي جهة سورية معارضة، لأن معلومات حزب الله الاستخبارية تشير بشكل لا لبس فيه إلا أن الخاطفين خاضعون لإشراف المخابرات التركية وحصلوا على مساعدة لوجستية واستخبارية من النقطة الحدودية التركية سهلت عليهم اختطاف الحافلتين فور دخولهما الأراضي السورية". وبحسب المصدر ، فإن الموقف التركي أصيب بصدمة أخرى ظهر اليوم عندما أصدر أهالي الخاطفين بيانا كان واضحا حتى للمغفل أنه صيغ وكتب من قبل حزب الله وليس أي جهة أخرى. فقد كان البيان ينطوي على تهديد واضح لا لبس فيه بأنه سيجري اللجوء إلى طرق أخرى للإفراج عن الرهائن إذا لم يطلق سراحهم اليوم. و كان هذا البيان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير التركي . فقد قرأته السلطات التركية على أنه "تفاوض تحت النار، خصوصا وأنه جرى إيصال نسخ فورية من البيان إلى السفارة التركية في بيروت وإلى القنصلية التركية في حلب"! وعلى صعيد هذه الأخيرة ، قال المصدر"إن ضابطا في المخابرات التركية برتبة مساعد قنصلي ، في القنصلية التركية في حلب، أدار عملية التفاوض مع السلطات السورية ، وكان على تواصل دائم مع المسلحين السوريين"! وختم المصدر بالقول" بعد وصول البيان إلى السلطات التركية ، وبسحر ساحر، توقف حديث مسلحي (الجيش الحر) ورعاتهم الأتراك عن الادعاء بأن القصف السوري للمكان الذي يحتجز فيه الرهائن هو ما يعيق عملية إطلاق سراحهم. والواقع لم يكن هناك قوات سورية في المنطقة كلها ، باستثناء نقاط الشرطة الموجودة في المنطقة منذ قيام الدولة السورية. فقد كان الغرض الوحيد من هذا الادعاء هو الإيحاء بأن المخطوفين لا يزالون على الأراضي السورية ، وللتعمية على حقيقة أنهم نقلوا منذ اليوم الأول إلى داخل الأراضي التركية"!
يشار أخيرا إلى أن الطائرة اللبنانية التي ستقل المخطوفين المحررين من تركيا إلى لبنان ، أقلعت قبل قليل من مطار أنطاكيا. ومن المتوقع أن تصل مطار بيروت عند حوالي الثامنة والربع مساء اليوم بتوقيت غرينتش، العاشرة والربع بتوقيت شرق البحر المتوسط . ويحتشد في هذه اللحظات الآلاف من اللبنانيين في مطار بيروت ، ومعهم ممثلون للقوى والأحزاب السياسية كلها تقريبا ، من الحكومة والمعارضة، فضلا عن ممثلي "الرئاسات" الثلاث في لبنان. ومن الواضح أن حزب الله أراد أن يقيم لهم حفل استقبال حاشدا كما لو أنهم أسرى محررون من سجون الاحتلال الإسرائيلي!
= ابو فاتح =