abd al rahman al rifai عضو شرف
الدولة : veneدا zuela الجنس : عدد المساهمات : 608 نقاط : 1857 تاريخ الميلاد : 01/01/1947 تاريخ التسجيل : 20/04/2011 العمر : 77 الأوسمة : المزاج : حليم
| موضوع: صباح دمشقي برائحة دماء الشهداء الطاهرة الخميس مايو 10, 2012 10:55 pm | |
|
صباح دمشقي برائحة دماء الشهداء الطاهرة بعضهم كان متوجهاً إلى عمله وآخرون إلى مدارسهم وجامعاتهم وكانت الشمس تبعث أشعتها الأولى كرسل لإيقاظ وإحياء المخلوقات.. فاستغل الإرهاب وقتاً تشهد فيه هذه المنطقة القزاز ذروة الازدحام.. ومن بين من سقط شهيداً أناس كانوا في بيوتهم نياماً. تختنق الكلمات على شفاه كل السوريين الشرفاء لتغدو دموعهم التي ذرفت ناراً وجمراً سيحرق كل المتآمرين على وطنهم.. اليوم سماء دمشق عابقة برائحة المسك ودماء الشهداء من أطفال كانوا ذاهبين لروضاتهم وموظفين لعملهم ومدرسين وطلاب لمدارسهم وشيوخ لمساجدهم وكادحين وفقراء لتحصيل لقمة عيشهم. مرة أخرى يضرب الغول الإرهابي عمق دمشق إنما بصورة أكثر دموية وإجراماً وحقداً هذه المرة.. صباح جديد من صباحات الشام يمطر دماً قانياً على رؤءوس أهلها الآمنين وترابها الغالي لتغتال الآيادي الأثمة حياة اطفال في عمر الورود جُل ذنبهم في هذه الحياة أنهم سوريون فتتناثر أشلائهم الطاهرة ممزقة مدماة على جنبات هذا الإرهاب الأعمى دون رأفة أو رحمة بقلوب أمهات وأباء لم يدركوا صباح هذا اليوم إن القبلة التي طبعوها على وجنات صغارهم هي الأخيرة وأن ابتسامة هؤلاء قبل الرحيل هي إبتسامة الوداع الأخير. عشرات الآباء والأمهات لم يسلموا بدورهم من هذا فالذي يجول بعينيه ساحة القزاز اليوم وقد تحولت الى محرقة بشرية سيرى النساء والرجال والشيب والشباب وقد توزعت جثثهم وما تناثر من أجسادهم على أطراف الطريق وعلى جدران المباني السكنية المنهارة وبقايا السيارات المتفحمة فأي منهم لم يصل الى مقصده اليوم وأي منهم ليس له ان يعود عند المساء الى أحضان أسرته.. و كم هي كثيرة الأسر التي ربما لم تدرك أن عماد بيتها أو ضفة حنانه أو معقد أمله قد أمسى شهيداً من شهداء هذا الوطن. اليوم وفي الوقت الذي تلذذتم فيه أيها المجرمون الغادرون بسفك دماء الأبرياء بثقافتكم الإجرامية التي رباكم أسيادكم الخونة عليها كوجوهكم القبيحة هرع المئات من أبناء الوطن الشرفاء بعد ان سمعوا خبر عملكم الدنيء من شباب وشابات ونساء ورجال وكهول الى مراكز التبرع بالدم لتقديم دمائهم وكل ذلك لأنهم يريدون سورية قوية منيعة على كل مخططاتكم القذرة ويؤءمنون أن سورية جسد واحد وقلب واحد. نعم لا يمكن لأي سوري غيور على وطنه أن يرى منظر حشود المواطنين من مختلف الأعمار والمناطق تتوافد لبنك الدم للتبرع الا ويدرك أن سورية بخير وستبقى بخير. إمرأة خمسينية تصرخ بلهفة عند باب مركز التبرع بالدم حتى ليشعر من يراها بغيرتها الوطنية إن كل من إستشهد وأصيب هو ولدها وشقيقها ووالدها وأمها وهي تقول للكادر الطبي "ارجوكم لاتحرموني من هذا الشرف فلقد أخذت إجازة من عملي لأتبرع بدمي" وشاب أخر يحمد الله بعد أن تمكن من التبرع بدمه ليسهم في إنقاذ ابناء وطنه من الجرحى والمصابين. نعم هذه سورية وهذا شعبها الذي لن يتوه يوماً في وجهته لإعلاء اسمه في ساحات المجد والوطنية. إرهاب منظم قادته من جديد قوى استعمارية وأنظمة عربية عميلة الى ساحات دمشق صباح اليوم عبر هذه الهجمة الإجرامية القذرة التي إستهدفت المدنيين الابرياء وهم يهمون بارتداء يوم سوري جديد وذنبهم الوحيد أنهم قرروا منذ سنة وثلاثة أشهر أن يتابعوا حياتهم بشكل طبيعي وألا يستكينوا لكل المحاولات التآمرية الضارية والرامية لإخضاعهم والحاقهم بركب العملاء من العرب الخانعين ليطبق عليهم الجلاد الإرهابي شريعته الكافرة فإذا هو أتون من النيران يذيب أجسادهم الطاهرة في ومضة من زمن. ثوان قليلة هي عمر الموت الذي غرز مخالبه النتنة في أجساد هؤلاء الأبرياء اليوم لكنه عمر من الألم والوجع ما ينتظر أحبة الشهداء الذين قضوا في ساحة القزاز هذا الصباح الأسود فماذا يقول دعاة الدين والحرية والعدالة الانسانية لأم تنتظر عودة طفلها جائعاً وقد أفنت الصباح تعد له ما تمنى من أطباق شهية وماذا يقول شيوخ الفتنة والضلالة لطفل ينتظر عودة أمه من عملها لتساعده في تبديل ثيابه وكتابة وظائف المدرسة بل كيف يبرر هؤلاء القتلة أعمالهم لكل أسرة سورية قضى معيلها الوحيد اليوم. دماء السوريين تسيل اليوم في طرقات الشام ونسوة هلعات هرعن الى المكان تشتم كل منهن رائحة طفلها أو شقيقها أو والدها أو زوجها في الدم المسفوك مدركة ان قلبها لن يخطئء الوصول اليه.. الى قطرات من دمائه أو مزق من جسده.. رجال كذلك تجلس القرفصاء على جانب هذا المنظر المفجع والخراب الهائل يسرح نظرها في الثياب الممزقة والأطراف المبعثرة وهي تدرك أن غاليا عليها قد تناثر هنا وهناك. غزيرة دموع الرجال اليوم على أطراف هذه المحرقة البشرية وكم هي عزيزة دموع الرجال.. عال نحيب النساء هناك وأي القلوب تصبر تحت وطأة عويل الأمهات وهن ينتحبن على فلذات قلوبهن.. نظرات واجمة وملامح يعلوها الخوف والروع والدهشة أمام مشاهد الدمار والدماء والأطفال المتناثرة أشلاؤءهم في كل جنب. إناس تهرول بين الأجساد المبعثرة.. أنفاس تتسارع.. أرواح ترفع الدعاء وترتل الصلوات عسى الوقت يسعفها لاهداء يوم جديد لأحد الجرحى.. نعم كثيرة هي الأفئدة التي تمزقت اليوم في القزاز.. تزدحم الأسئلة اليوم في عقول السوريين على إمتداد الوطن حول هذه الديمقراطية المزعومة التي يروج لها أعداء سورية عبر هذه الممارسات الدموية ولكن لا إجابة لأي منها فكيف يتوافق أن يبزغ فجر من العدالة الانسانية كما يدعي به هؤءلاء القتلة من بين أشلاء سوريين أبرياء ترامت على الطرقات دون وازع من دين أو أخلاق. وأي ادعاءات كاذبة لترسيخ حقوق الانسان يقودها جلاد حرم عشرات السوريين اليوم أبسط حقوقهم الانسانية وهو حق الحياة والعيش الآمن.. أي حرية هذه وقد إجتمع المتآمرون ليختاروا بأنفسهم مصير شعب كامل دون الأخذ بخيارات واختيارات هذا الشعب الأبي الرافض لكل محاولاتهم الدنئية. صمدت سورية في وجه ارهابهم فكان هذا جزاوءها.. سلسلة من التفجيرات الارهابية الدامية ردا على صمود ابنائها الشرفاء وعزتهم وتمسكهم بنهج الاصلاح والتنمية والصمود والمنعة والوطنية والموقف القومي المبدئي. دماء سورية مقدسة تسفك مرة تلو الأخرى لتزهر كل ربيع أجيالاً جديدة تغدو مثلا في حب الوطن وقوة الانتماء رغم أنوف مشايخ النفط وعبدة الدولار من اصحاب النفوس الرخيصة. نعم ايها الجبناء والمتامرون مهما فجرتم ودمرتم وحرقتم واغتصبتم وقتلم وقطعتم وفتكتم وذبحتم فلن تلين عزيمة طفل او شاب او أم او شيخ لأن تراب الارض سيغلي بدماء هوءلاء الشهداء والسماء ستنتقم لهم.. فهم في نعيم الجنان وأنتم وقود جهنم. = رحم الله شهداء الوطن والنصر والشموخ لسورية وشعبها الصامد. = = ابو فاتح = | |
|