“ حمد بن خليفة ”
من دور المفتي إلى دور العراف !؟
النخيل - أفتى أمير قطر في مطلع أيلول من العام الماضي خلال مؤتمره الصحفي الذي عقده على هامش مؤتمر باريس حول مستقبل ليبيا بجواز التدخل العسكري الأجنبي في أي بلد عربي بذريعة حماية المدنيين،
ولعب دوراً تآمرياً موصوفاً في هذا المضمار حين جرى قصف ليبيا وغزوها فقدم هو وأقرانه في الخليج والسعودية دعمهم الكامل لتدميرها وقتل زعيمها معمر القذافي عن سبق إصرار وتعمد، وبشكل غير إنساني لا يمت لتقاليدنا العربية والإسلامية بصلة وكان المشهد والدور من هؤلاء قد تكرر في غزو العراق وتدميره واغتيال زعيمه كذلك. واليوم يشنف آذاننا حمد آل ثاني حاكم دويلة قطر بتصريحات تتعلق بالتبصير والعرافة والتنجيم فهو يقول أن نسبة نجاح خطة كوفي أنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية لحل المعضلة السورية لا تتعدى الثلاثة في المئة (3%)، بل ويؤكد على استحالة الحل وخروج سورية من المحنة، والأغرب أنه يصف مجلس الأمن والمجتمع الدولي بفاقد الأخلاق لأنه لم يجز التدخل العسكري في سورية لإسقاط النظام وحماية المدنيين على حد زعمه.. ليس هذا فقط بل يذرف دموع التماسيح على الشعب السوري. في ليبيا أرسل المفتي طائراته وقواته الخاصة، أو بالأحرى مرتزقته لتخريب ليبيا وإسقاطها كدولة وليس نظامها فقط، وقد نجح في ذلك أيما نجاح، ..لكن لا يمكن القبول باجتهاد يتعلق بالديمقراطية وحقوق الإنسان وكل الدنيا تعلم أن دولته وجوارها جميعاً ليس لهم علاقة بالديمقراطية ولا بالإنسانية من قريب أو بعيد.
كما يمكن أن نقبل من السيد حمد وأقرانه دور المفتي في كل شيء مثل الرياضة والراليات والأزياء وصنوف الإبل.. الخ لكن ليس في القضايا التي تمس الأمن القومي العربي وحقنا كأمة في المكان اللائق بنا أو في الحراك الداخلي بأي قطر عربي.. أما دور التنجيم والبصارة فأظنه يليق بهؤلاء طالما أن ذلك يرتبط بدورهم كأدوات وبيادق في يد الولايات المتحدة الأمريكية ويعملون في خدمة مشروعها بالمنطقة، وهذا ما يضفي على تكهناتهم صفة جدية تنبئ بما يمكن أن يقوموا به بالتنسيق مع ولي النعمة لضرب ما تبقى من تضامن عربي وأمن عربي. إن حديث أمير قطر عن نسبة الثلاثة بالمئة لنجاح خطة أنان في الوقت الذي يعول فيه كل العالم عليها (ونحن منهم) يشير بوضوح لنوايا الرجل وأسياده في واشنطن وتل أبيب لتخريب هذا الحل ومنع أي فرصة لصنع السلام في سورية، وقد بات القاصي والداني وخاصة من السوريين الموالين والمعارضين يعلمون بهذا الأمر ويضعونه في حساباتهم وهم يبحثون عن حل يجنب بلدهم الدمار والانقسام. يستغرب المرء وهو يسمع رجلاً انقلب على أبيه فأهانه وشرده يتحدث عن الأخلاق، ويستغرب أكثر حين يكرر هذا الجاحد لفضل والده ووالدته أن يخاطب العالم بهذه الوقاحة فيتهم الأمم المتحدة بانعدام الأخلاق، ربما يكون على حق لكون الأمم المتحدة تضم من هم على شاكلته وتقبل عضويتهم، وتسمح لدويلته أن ترأس الجمعية العامة للأمم المتحدة. إن فرص النجاح لخطة أنان تزداد كلما ابتعد أمثال حمد وابن عمه وأقرانه في دول الخليج عن سورية ولم يقحموا أنفسهم في مشكلتها، ومن الأفضل لهم ولدولهم أن ينتبهوا لما يجري بين ظهرانيهم قبل أن يجرفهم السيل الذي بات قوسين وأدنى من مضاربهم. وأخيراً نسأل العراف والمنجم العربي الجديد هل نستجدي أمريكا أم الكيان الصهيوني من أجل نجاح خطة أنان؟ .
\\ ابو فاتح \\