بيان القيادة القومية
دمشق - البعث:
شددت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي في بيان لها بمناسبة الذكرى الخامسة والستون لتأسيس الحزب على أن ما تتعرض له سورية اليوم يستهدف البعث كحركة قومية عربية تناضل من أجل مجتمع عربي حر وموحد تسوده العدالة والمساواة وترفد نضال الشعوب الأخرى من أجل التحرر وضدّ الهيمنة والسيطرة، ومن أجل عالم يسوده الأمن والاستقرار والتقدم والازدهار.
وقالت القيادة القومية في بيانها: إن الذكرى تمر في ظل صمود سورية وشعبها العربي في وجه المؤامرة، لتعود أكثر قوة وتصميماً على تجاوز الأزمة والمضي في نضالها من أجل تحقيق أهداف الأمة العربية، وذلك بفضل تماسك شعبها والتفافه حول قيادة الرئيس بشار الأسد الأمين القطري للحزب الذي يواصل تنفيذ برنامجه الإصلاحي الشامل بما يحقق مطالب الشعب ويعزز دور سورية وأمنها واستقرارها، ويهدف الى تعزيز عملية البناء الديمقراطي وتوسيع مشاركة المواطنين وترسيخ الوحدة الوطنية وضمان أمن الوطن والمواطنين ومواجهة التحديات، وتحقيق التقدم بالحوار وبعيداً عن الإملاءات الخارجية والأجندات المستوردة.
وقالت القيادة القومية: لقد أثبت البعث بفكره القومي وعزيمة مناضليه عبر ساحات الوطن العربي الكبير قدرته عبر التاريخ المعاصر منذ بدايات نشؤئه وتأسيسه على البقاء والتجدد المستمرين، وعلى قيادة حركة الجماهير العربية ونضالها، تجسيداً لرسالة الأمة العربية الخالدة، من مرحلة البدايات في مطلع الأربعينيات حتى الآن، الأمر الذي مكّنه من معالجة الواقع معالجة ثورية تغييرية هادفة، ومواجهة التحديات والصعوبات والمعوقات الموضوعية والذاتية.. وبهذه المناسبة يؤكد حزبنا على أن مشروعات الخارج وأدواته في استهداف سورية وتصفية قضايا النضال العربي وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ستفشل لطالما أن سورية ومن حولها الجماهير العربية وقواها القومية الحية تعمل متكاتفة مخلصة، ولطالما أن مطالب الشعب تلبى بطريقة هادئة ومدروسة، وقطار الإصلاح الوطني الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في سورية قد أقلع بتصميم كبير على الاستمرار في بناء سورية المتجددة.
وأضافت القيادة القومية: على الرغم من المواقف المسيئة والمتخاذلة والمذلة لأطراف عربية تجاه الأزمة في سورية ووقوف أطراف أخرى الى جانب المؤامرة صراحة وبشكل علني، فإن سورية العربية لم ولن تفقد البوصلة القومية، فالصراع الأساس في منطقتنا العربية هو الصراع العربي الصهيوني، والجهود يجب أن تتركز على مقاومة العدو المحتل حتى تحرير الأرض العربية واستعادة حقوق الشعب العربي الفلسطيني المغتصبة.. والنضال يجب أن يستمر ضدّ جميع القوى المتآمرة والمساندة للعدوان الصهيوني على الأمة العربية، فالمؤامرة على سورية ليست سوى حلقة متقدمة من حلقات هذا الصراع وهي تستهدف ضرب أسس النظام في سورية كخطوة أولى نحو نسف المحور المقاوم والممانع وتصفية القضية الفلسطينية وفرض الحلول الصهيونية والهيمنة الأمريكية على المنطقة بأكملها، لذلك لا تستطيع سورية العربية أن تنقطع عن عمقها العربي المتمثل بالجماهير الشعبية العربية، مهما كلف ذلك من تضحيات.
وقالت القيادة القومية: إن حزب البعث العربي الاشتراكي الذي تصدى عبر تاريخه النضالي الطويل للمؤامرات الأجنبية ونجح بالتغلب عليها، محققاً لأمتنا أعظم الانتصارات القومية يؤكد اليوم على أهمية الوحدة الوطنية للشعب العربي في سورية المناضلة في مجابهة المؤامرة الخارجية ومواجهة مخططات زرع الفتن وإثارة النعرات الطائفية والإثنية.. وإننا إذ نستذكر ما أكده المؤتمر التأسيسي في أن حزب البعث العربي، هو حزب المستقبل، وطريق الخلاص لملايين الشعب العربي من براثن الاحتلال الأجنبي والتجزئة الداخلية والظلم الاجتماعي، إنما نشعر بأننا أقدر من أي وقت مضى على التصدي للصعاب وإفشال المؤامرة، عبر المراجعة والتقويم بما يحفز نفوسنا ونفوس مناضلي البعث لمزيد من العمل حتى تحقيق أهدافنا في تحقيق المشروع القومي النهضوي العربي. والخلود لرسالتنا
= ابو فاتح =