إرهاب ذوي القربى
للمرة الثالثة تستهدف دمشق تفجيرات إرهابية ،
وتأتي تلك التفجيرات بعد دخول الأزمة السورية مرحلة جديدة ، وفق التطور الميداني الذي تمثل في بسط الجيش السوري سيطرته على حي بابا عمرو في مدينة حمص، وبدء مهمة المبعوث العربي الدولي كوفي عنان، والإيجابية التي تحدث بها عن محادثاته في دمشق وترحيب الأخيرة بالبعثة الفنية المشكلة من قبله، وجميعنا يعلم أن الدوحة والرياض وواشنطن وأطرافاً أخرى إقليمية ودولية لا تريد حلاً سياسياً يتوصل إليه السوريون لمعالجة أزمة بلادهم، فإما حل على طريقتهم، وابتعاد دمشق عن محور المقاومة والممانعة والتنازل عن القضية الفلسطينية، أو تدخل عسكري دولي أو مزيد من الإرهاب والقتل . .لقد حققت سورية نتائج إيجابية كبيرة على صعيد الحسم الأمني وتنفيذ البرنامج الإصلاحي الذي وعدت به القيادة السورية، فعلى صعيد الحسم الأمني استطاعت وحدات من الجيش تنظيف معظم المناطق التي تحولت إلى بؤر مسلحة، رغم الدعم الإقليمي والدولي الذي كانت تتلقاه، وفي المحور الثاني نجحت في مسألة الاستفتاء على الدستور الجديد وانتقلت إلى مرحلة ممارسة التعددية الديمقراطية عبر تحديد موعد لإجراء انتخابات مجلس الشعب ومن ثم تمديد موعد الترشح كي تتاح الفرصة لكل السوريين للمشاركة، ومثل هذه النجاحات مقلقة من جانب وغير متوقعة من جانب آخر للدول المتورطة في الأزمة السورية. وقد تخلت تلك الدول عن السلوك الحذر الذي تلفه السرية، بالذات في التعامل مع الأزمة السورية، وعلى رأسها السعودية، التي تسعى من خلال الأزمة السورية، إلى جعل سورية نقطة بداية لتغيير موازين القوى، على عكس ما كانت عليه في السنوات العشر الماضية، لتكوين مدماك في نظام جديد في المنطقة يكون للسعودية الدور الأبرز فيه، وهذا ما يفسر لنا سبب استمرار الرياض في دعم المسلحين في سورية، وتسوق في كل المحافل الدولية لخيار تسليح المعارضين السوريين، كون السعودية تعتبر نفسها لاعباً أساسياً في الأحداث السورية، والأهم من هذا أن السعودية قد ارتضت لنفسها الدور الأبرز والقيادي، ودخلت بشكل واسع وعلني في خضم الأحداث السورية، وكانت آلية تعاطي السعودية مع الأحداث في سورية على ثلاثة أبعاد:< والبعد الأول < : تشعر السعودية أنه بسبب الأحداث التي جرت في العقد الماضي في منطقة الشرق الأوسط، أضرت موازين القوى بموقع السعودية، وخاصةً بعد سقوط نظام مبارك في مصر، لهذا تسعى السعودية بالتدخل في الأحداث والاضطرابات الجارية في سورية إلى جعلها نقطة ارتكاز لقلب وتغيير موازين القوى، على عكس ما كانت عليه في العقد الماضي، ما يؤدي إلى إيجاد نظام جديد في المنطقة يكون للسعودية الدور الأبرز فيه، لكن على حساب السوريين.
- أما البعد الثاني ؟: تسعى السعودية لجعل الأزمة السورية تبدو كعامل رادع في مقابل التحركات الشعبية في العالم العربي، حيث إن لهذه الأزمة تأثيرات سلبية وتخريبية على الأنظمة المرتبطة جدلاً بالأميركي في المنطقة مثل السعودية. > والبعد الثالث < : يرتبط مع رؤية وموقف السعوديين من قضية فلسطين ، السعودية تدعم مشروع حل الدولتين واتفاقية سلام لحل قضية الصراع العربي- الإسرائيلي ، أما خيار المقاومة الذي تتبعه سورية يشكل موقفاً منافساً ومخالفاً لرؤية وموقف السعودية ، على هذا الأساس أحد أهداف السعوديين تغيير النظام في سورية ، وجعل خيار المقاومة الذي تشكل في المنطقة في العقود الأخيرة حول قضية فلسطين والصراع مع الكيان الإسرائيلي، خياراً غير مجد وغير مفيد ، لأن السعودية ترجح توقيع اتفاقية سلام مع الكيان الإسرائيلي وتؤمن بحل الدولتين ، وخيار المقاومة يشكل مانعاً لتحقيق هذا التوجه.ولم يكن مستغرباً أن يتزامن وقوع التفجيرات في دمشق، بعد المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، ومن بعدها التسريبات التي تحدثت عن إرسال السعودية معدات عسكرية إلى الأردن، بهدف إيصالها إلى المجموعات المسلحة في سورية، فالسعودية تحتفظ منذ بداية الأحداث بدور سلبي، بدأ يتدرج من التحريض الإعلامي، والتمويل المالي غير المباشر للمسلحين، وانتقل إلى الدخول علناً ودون أي رادع أو خجل، ليطالب بتسليح هذه المجموعات ودعمها مالياً وسياسياً وإعلامياً، عكس ما كان عليه الدور القطري المفضوح منذ بداية الأحداث، وخاصة أن الليبيين لم يكونوا قد دفنوا شهداء غارات الناتو بعد، هذا دون أن ننسى أيضاً دور أنقرة وواشنطن وباريس، ولم يتذكر صناع القرار في الرياض، أن هناك من يقاوم في فلسطين المحتلة العدو المركزي للأمة العربية والإسلامية، وهو بأمس الحاجة للدعم السياسي والإعلامي والمالي وحتى العسكري، فكان ذاك المقاوم المنسي في لعبة السياسة التي تقودها الولايات المتحدة في المنطقة ويخطط لها الكيان الإسرائيلي، بصرف النظر عن المقاومة الفلسطينية والتفاعل معها وتسليحها ، وتصدير المواقف ضد سورية المقاومة.إن التوقيت الذي حصلت فيه التفجيرات في العاصمة دمشق يحمل أكثر من دلالة ، وأهمها التزامن مع مرور عام على بدء الأحداث في سورية، وخروج ملايين السوريين إلى ساحات الوطن في تأكيد جديد لخيار أغلبية الشعب السوري في دعم الإصلاح ورفض التدخل الخارجي، لكن يبدو أن عواصم التآمر العربي والغربي أرادت أن تمر تلك المناسبة لكن على طريقتها الخاصة، ألا وهي سفك المزيد من الدم السوري. ولا يمكن أن ننسى في خضم هذه الأحداث نجاح المواطن السوري، الذي رفض فكرة أن يكون طائفياً، وغير عربي سوري، فكانت كل تلك الأنظمة ومشيخات الخليج فاشلة في زرع تلك الفكرة في رأسه، فكان البديل أن أرسلت إليه عشرات السيارات المفخخة، ولسبب بسيط لخصه حال المواطنين السوريين في الساحات حين قالوا .... ؟؟؟؟؟؟؟
« الموت لدى السوريين حق >> << والشهادة عبادة » >> سورية الله حاميها .<< منقووووول ؟؟؟؟؟؟؟؟
>> أبو فاتح <<