«يــا داءَالكَلَـب..»!!
الأحد 18-3-2012
علي نصرالله
يا داء الكلب - نستعيرها من زياد الرحباني- : هل ارتويتم من الدم السوري.. هل ما زلتم معجبين بمشاهد الدم والأشلاء الممزقة والمحترقة برسائلكم الدموية إلى دمشق وحلب وباقي المحافظات السورية ؟! نستعير، نقتبس مما قاله وطنيون على امتداد الوطن في ثمانينات القرن الماضي بملوك العرب أصل الداء الذي تعانيه أمة العرب، فما أشبه اليوم بالأمس.. ذهب الأمير فهد فولد بين آل سعود خمسون فهدا بأسماء أخرى نايف وبندر وما أدراك ما بندر وسلطان وسعود. عندما نظم الشعر السياسي بسلالة آل سعود في ثمانينات القرن الماضي كانت بيروت تنتهك وتستباح اسرائيليا بمساعدتهم ومباركتهم بل بأموالهم التي تمتلكها الأمة ولا يمتلكها بحال من الأحوال حفنة من الأميين الذين صنعهم الانكليز والعم سام. اليوم يتكرر المشهد في دمشق وحلب وحمص وحماة.. يستباح الدم السوري بالمال السعودي - القطري الممول للإرهاب.. السعودي - القطري هو من يدفع فاتورة السلاح الاسرائيلي ويقدمه كهدية للشعب السوري تحمل بصمة السلفيين والقاعدة حيث النشأة الأولى في بلاط آل سعود. في ثمانينات القرن الماضي لم يكن لهم آنذاك من الجرأة والوقاحة التي يمتلكها اليوم حمد بن خليفة وحمد بن جاسم وحمد بن عيسى وسعود الفيصل وعبدالله بن عبد العزيز لجهة الالتقاء والتقاطع مع الصهاينة، فهذا آفي ديختر يناشدهم والجامعة من أجل الشعب السوري ( وين الملايين.. وين الجامعة العربية.. وين الأمة العربية).. يصوروا.. آفي ديختر يتألم على الشعب السوري ويناشد أصدقاءه في الخليج لمساعدته.. آفي ديختر يهتم ويحرص على استقرار وأمن الشعب السوري ويدعو الله له من أجل ذلك (أدعو الله العلي القدير أن يحفظ الشعب السوري) ؟؟!!. من انضم الى الآخر، هل أعلن ديختر إسلامه أو أشهره على الطريقة السعودية ليتوجه بالدعاء إلى (العلي القدير) أم انضم الآخر إلى يهودية وصهيونية ديختر وراح يدعو لتسليح مايسمى بالمعارضة السورية ويستميت لاستجلاب الناتو من أجل الشعب السوري، وبين الدعوة لتسليح المعارضة ومحاولات استجلاب الناتو لم يقصر آل سعود لجهة إرسال السيارات المفخخة إلى دمشق؟!. على أي حال لم يشعر الشعب السوري بالمفاجأة من هذه المواقف، ذلك أن موقف ديختر لنا وليس علينا، فما من عاقل يستطيع فهم حرص العدو على استقرار عدوه.. وموقف ديختر يفضح القصة من أولها الى آخرها ويكشف ورطة عباءات النفط بالمؤامرة التي سترتد عليهم لتعصف بهم وبعروشهم التي هي أوهى من بيت العنكبوت. لم يشعر الشعب السوري بالمفاجأة من مواقف عباءات النفط لأنه ببساطة يعرفها منذ زمن طويل، ويعرف جيداً العاهات التي تتستر بها، واذا كانت سورية حكومة وشعبا قد مررت لها خلال السنوات الماضية بعض السياسات من دون أن تهضم، فإنما كان ذلك على قاعدة الاستيعاب خطوة خطوة على أمل الجذب والاستقطاب لمصلحة الأمة، وفي أسوأ الحالات منع هذه العباءات من الذهاب العلني والفاجر إلى الضفة الأخرى، وأيضا لمصلحة الأمة، أي على مبدأ اختيار وانتخاب الأقل سوءاً. نعم نعرفكم جيداً.. لم نختبركم يوما غير أنكم سقطتم في كل الاختبارات التي خضعتم لها بإرادتكم وبغير إرادتكم، ولمن اعتاد أن ينسى أو يتناسى.. ولمن احتاج ويحتاج لجرعات تنشيط الذاكرة نقدم الأمثلة الأكثر حداثة: تجربة العام 2006 (عدوان تموز على لبنان) وتجربة العام 2008 (العدوان على غزة) ؟!. في الأولى قلتم: إنها مغامرة ومقامرة وذهبتم إلى واشنطن وروما بعد أن كنتم قد التقيتم في تل أبيب من التقيتم تشجيعا على استمرار العدوان للاجهاز على المقاومة وسحقها نهائيا مرة واحدة والى الأبد.. هل تذكرون، لا بد أنكم تتذكرون، بل ربما لشدة ما تذكرون وتألمون بسبب هذه التجربة توغلون بالمؤامرة لتصفية الحساب مع من عرفكم ويعرفكم.. لكن خسئتم فهذا زماننا.. هذا زمن الانتصارات.. هذا زمن المقاومين الشرفاء.. عودوا الى أسيادكم في واشنطن ستجدونهم مؤمنين بهذه الحقيقة التي تؤلمهم نعم لكنهم لا يقوون على إنكارها. أما في الثانية، فقد دفعتم بالمفتين في بلاطكم لتحريم التظاهر نصرة لغزة هاشم.. اذا كنتم قد نسيتم فنحن لاننسى، ولن ننسى ماتفعلونه اليوم.. لماذا فتاوى تحريم التظاهرمع غزة، هل خشيتم على اسرائيل من غضبة العرب والمسلمين، أم أنكم لا تخشون من أن يفهم العرب والمسلمون بأن هذه الفتاوى تعني الموافقة على المجازر الاسرائيلية بحق أهلنا في غزة.. أجيبوا، ادفعوا.. أو دافعوا عن قراركم وموقفكم المخزي لو كان هناك ثمة حقيقة أخرى.. والله أنتم في موقف لا تحسدون عليه ". يا داء الكلب.". لقد وقعتم بين نارين، وبين خيارين أحلاهما مرارته كالعلقم الذي ينبغي أن تتجرعوه.. ولعلكم اليوم لا تشعرون في حلوقكم الا بطعمه مهما تفنن الغرب بتحضير الطعام الذي يصلكم ساخنا من هنا وهناك.. هنيئا لكم العلقم اليوم، فربما لن تجدوا غدا غير جراحكم لتلعقوها... أرجو الله أن نشهد لكم اياماً كهذه وأن نشهد جحيماً قادم عليكم بإذن الله " سورية الله حاميها "
= ابو فاتح =