الرؤوس الحاقدة لا تنتج غير الدسائس والمؤامرات
من سخريات الدهر أن تُوكِلَ حراسة قطيع من الأغنام إلى ذئب كاسر ومفترس، أو تأتمن لصاً على أموالك، أو تكلّف أحد المجرمين حماية أسرتك وآل بيتك، أو تسلّم أمور تربية الأجيال الناشئة إلى تاجر مخدرات، أو تضع شؤونك القضائية بين أيدي قضاة فاسدين. والطامة الكبرى أن ترضى بأن يتسلّم شؤون بلادك ومقدّراتها عميلٌ أو متعاون مع أعداء أمّتك ومتاجر بمسائلها القومية والوطنية يعمل جاهداً، مع مجموعة أعْراب لا يهمهم إلا انتفاخ بطونهم وإرضاء رغباتهم وشهواتهم، على استدراج التدخلات الأجنبية وتشريع عودة الاستعمار من جديد إلى بلاد عانت، ولا تزال من مفاعيل التقسيم والتجزئة التي فرضتها معاهدات الانتداب المجرم وأطماع “الإسرائيليين” بالسيطرة على أرض يعتقدون زوراً أنها محط رحالهم وجامعة شتاتهم وحاضنة لرذائلهم التي ضجّ منها العالم أجمع! ما تقدّم من أمثلة يستحيل أن يُقرّه العقل أو يلامسه الإدراك أو يستسيغه الحس أو يؤمن به الواقع أو يوافق على التعامل معه أيّ نهضويّ في هذه البلاد المقاومة والممانعة التي لم تَنَمْ يوماً على ضيم أو هادنت على ثوابت وجودها أو ساومت على دماء من كانوا طلائع انتصاراتها… كل ذلك يدفعنا إلى الاستغراب كيف لهذا “الحمد” المسمى وزيراً لخارجية “المستوطنة القطرية” التي تحتضن مكتباً “إسرائيلياً”، أن يطالب “المجتمع الدولي” بالنظر في مسألة تهويد القدس ولم يجف بعد حبر رسائله وخططه الجهنمية المرفوعة إلى ما يسمى بـ “مجلس الأمن” حاثّاً فيها دول الغرب المتهوّدة على تسليح “مجالس اسطنبول” المستعربة وما أنتجته مضارب الخليج من أتباع وعملاء، وهو الذي ما برح “يتكرّم” بأموال بلاده ومقدرات مواطنيه على مؤتمرات العمالة ومجالس الإجرام التي تعقد هنا وهناك بهدف دفع المشاركين فيها إلى دعم “بعثاتهم المسالمة” التي تنشر “شرائع المحبة” في بلاد الشام، ولا تسعى تلك “البعثات” في الحقيقة إلاّ إلى ما يسعى إليه كل متآمر على بلاده وأبناء شعبه. أين كان ذلك “الحمد” منذ ما يزيد على ستين عاماً من نكبة فلسطين هو وأميره العاتي؟! وهل حاول ولو مرة هو وأمثاله من المستعربين الجدد أن يرسلوا ولو وردة أو باقة زهر توضع على نعش شهيد أو حبة دواء لجريح أو مساعدة أسرة فقدت معيلها بفعل الإجرام “الإسرائيلي”؟ّ وما سر هذه الحميّة المستجدة والغيرة على فلسطين والقدس التي لم تكن طيلة عهود مضت تعني لهم شيئاً؟! ماذا وراء أكمة “حصان طرواده القطري” من خفايا وأدوار مشبوهة يحاول القيام بها على الساحة الفلسطينية، وتشابه في مضامينها وخفاياها تلك التي قام بها في لبنان إبّان حرب تموز، غير التعمية على خفايا المهمات القذرة الموكلة إليه لكسب ود المقاومة والمناضلين الشرفاء، وكان ما كان بعد ذلك من انكشاف وجهه اليهودي البشع من خلال التعامل مع الحوادث السورية وما أسفرت عنه من تعاظم التآمر العالمي على بلادنا… القصد من ذلك التحرك المشبوه هو كسر الحلقة الأهم في محور المقاومة ويعرف سلفاً أنه لن يحصد هو ومجلسه الخليجي المتصهين إلاّ شرور أفعالهم والخيبة الحتمية لمحاولاتهم الفاشلة كما حصل في مجلس الأمن و”مؤتمر أصدقاء إسرائيل” الذي عقد في تونس وما يحصل من محاولات فاشلة لتواصل حلقات التآمر التي يحاولون إحياء رميمها من دون جدوى. وإطلالته الفلسطينية ليست إلا محاولة مكشوفة لتشريع ما قامت وتقوم به “إسرائيل” من تهويد ليس للقدس وحدها بل لفلسطين كلها، وبقصد التعويض عن الخسائر المتتالية لمحور التآمر على سورية التي لا يمكن أن تضعف عزيمة شعبها أو إرادة جيشها الباسل المصمم على ترسيخ الأمن وبسط سلطة الدولة على كامل الأرض السورية مهما غلت التضحيات وكبرت ؟ وقى الله البلاد العربية وخاصة فلسطين من هذا المتصهين المستعرب الذي أوغل بعيداً في التآمر والعمالة وما زال يحاول دسّ السم الصهيوني في الدسم العربي ويحاول مجدداً حشر أنفه الحاقد في الشأن الفلسطيني، مدّعياً الحرص على عروبة القدس، علّه يكسب شيئاً من الصدقية التي يفتقر إليها بعدما ضحّى بها وبمياه وجهه الأسفع في أروقة مجالس الغرب وعلى أعتاب أبناء الأفاعي وشذّاذ الآفاق. سؤال يطرح نفسه: ماذا ستكون عليه الحال في المستقبل القريب إذا استنبت العدو الصهيوني أكثر من “حمد” واحد كما هي الحال الآن في “المستعمرة القطرية” ؟ أو كان له في أروقة “الجامعة المستعربة” أكثر من “نبيل عربي”؟ \\ سورية الله حاميها \\
شبلي بدر -
\\ ابو فاتح \\