مصادر دبلوماسية تروي مخطط دول الخليج والغرب لاستهداف سورية أمنياً ودبلوماسياً
حسن سلامه
من الواضح أن بعض العرب «المتأمركين» ومعهم عواصم غربية عدة قد تعرضوا لنكسة كبيرة في سعيهم المكشوف في الأسابيع الأخيرة إلى الإسراع في ضرب سورية وتحويلها إلى مجرد «رقعة شطرنج» في بازار الصراع القائم للهيمنة على المنطقة، فكان أن سقطت الحلقة الأخطر في مشروع المؤامرة المستمرة منذ أكثر من عشرة أشهر.
وتشير المعلومات التي حصلت عليها مصادر دبلوماسية عليمة أن هذا التحالف، بين بعض العرب وعواصم غربية، كان يستهدف الإسراع في دفع «الوضع الدولي» عبر مجلس الأمن لاتخاذ خطوات حاسمة في الملف السوري، بعد أن شعر القيمون على هذا الملف أن الحلقات الأولى من المخطط الذي جرى إعداده لاستهداف سورية لم تؤت النتائج التي أرادها هؤلاء، إنما تفاجأوا بقدرة سورية على تجاوز كل ما أعد من سيناريوهات سياسية وإعلامية وعسكرية. لذلك تلاحظ المصادر أن أصحاب الرؤوس الحامية في بعض الدول العربية أدركوا أن اللجوء إلى استخدام ورقة الجامعة العربية قد سقطت، بل إنها أصبحت تميل لمصلحة سورية، بعد أن أفشل تقرير المراقبين العرب المحاولات المبيتة من قبل السعودية وقطر وآخرين لجعل مهمة المراقبين منطلقاً للانقضاض عليها، من خلال ليس فقط استثمار التقرير لرفع القضية إلى مجلس الأمن، بل أيضاً لإسقاط الاعتراضات الروسية والصينية على أي قرار يستهدف سورية.
وعندما رفع رئيس فريق المراقبين محمد مصطفى الدابي تقريره إلى الجامعة العربية، ولم يتوافق مع ما كان يريده الساعون لاستهداف سورية، ذهبوا إلى القفز فوق التقرير ولجأوا إلى تجميد عمل المراقبين، مقابل تسويق القرارات في مجلس الجامعة العربية، التي تدعو الرئيس بشار الأسد في ظل عجز عربي كامل، إلى التنحي والذهاب إلى مجلس الأمن في حال رفضت القيادة السورية هذه القرارات، وبالتالي السعي إلى فتح الطريق امام تدويل الوضع في سورية للإسراع في اتخاذ موقف في مجلس الأمن يتيح التدخل العسكري خلال فترة أسبوعين من صدور قرار أولي عن المجلس «بدعم قرارات الجامعة»، والذي يدور حول ما سمي تسليم الرئيس الأسد صلاحياته إلى نائبه الأول. وبالتوازي مع هذا التحرك من جانب بعض العرب وعواصم غربية في مجلس الأمن، لجأ أطراف هذا التحالف إلى أوسع عملية تحريك للمجموعات المسلحة في عدد من المناطق السورية، لكي تتواكب أعمال القتل والعنف من قبل هذه المجموعات مع الهجوم الدبلوماسي في نيويورك، حتى يمكن استثمار هذا العنف ضد السلطات السورية، خصوصاً في ظل عمليات التزوير والفبركة التي يلجأ إليها بعض الإعلام العربي والخارجي خاصة «الجزيرة» و«العربية»، وكل ذلك من أجل تحقيق مسألتين أساسيتين: المسألة الأولى، إظهار أن الوضع على الأرض في سورية يميل ضد مصلحة السلطات الحالية، من خلال تسلل المجموعات المسلحة إلى بعض المناطق القريبة من دمشق، وبالتالي ممارسة الضغوط على النظام علّه يقبل بما سمي قرارات الجامعة العربية. وقد حاولت بعض «التسميات» الوهمية لهذه المجموعات من بينها ما يسمى «بالجيش السوري الحر» إطلاق شائعات وأخبار كاذبة عن الوضع الميداني في ظل حرص القيادة السورية على عدم التصعيد الأمني. المسألة الثانية: أن يجري توسيع دائرة الحديث عن العنف داخل «أروقة» مجلس الأمن لإسقاط الاعتراضات الروسية والصينية على أي توجه في المجلس للانقضاض على موقع سورية ودورها، الأمر الذي يمكن ملاحظته في مواقف كل من أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي ووزير خارجية قطر حمد بن جاسم وعدد من وزراء العواصم الغربية. وبالرغم من كل هذا المخطط، تلاحظ المصادر الدبلوماسية أن كل هذا السيناريو يتجه نحو السقوط، إن لم يكن قد سقط بكل تفاصيله، وهو الأمر الذي يمكن ملاحظته عبر الآتي:
1 ـ لقد ثبت أن تسلل المجموعات المسلحة حصل خلال عمل فريق المراقبين قبل أن يلجأ العربي إلى تجميد مهمتهم، وبالتالي فما حصل في الأيام الأخيرة على الأرض يثبت أن القوى الأمنية السورية قادرة على حسم الوضع عندما يتخذ القرار السياسي بذلك.
2 ـ إن كل هذه المناورات من بعض العرب والغرب تدركها روسيا بشكل كامل، سواء في ما يتعلق بتمرير القرارات التي اتخذها مجلس الجامعة العربية أو ما يتصل بالوضع الأمني داخل سورية، ولذلك كان موقفها حاسماً في مجلس الأمن بالتصدي لأي محاولات لتمرير قرار في المجلس يستهدف سورية أو تشتم منه رائحة التدخل الأجنبي.
في كل الأحوال، تؤكد المصادر الدبلوماسية أن الأيام القليلة المقبلة ستحمل الكثير من المفاجآت التي تصب في مصلحة استقرار الوضع السوري خاصة على مستوى الواقع الميداني.
\\ سورية \\ الله \\ حاميها \\
\\ ابو فاتح \\