ربيعكم لا يشبه ربيعنا

[right]
(( ربيعكم لايشبهنا ))

مأنيسة عبود "
======
بما أن الربيع العربي المزعوم كله من نوع واحد .. وجنس واحد وطعم واحد .. فماذا عن ربيع الذين لا يحبون ربيع العواصف والبرق والغيوم الدموية .. ولا تعجبهم الطوابير التي تسير مقوسة الظهر في أروقة القصور .. ماذا عن الذين لا يقدرون على الانحناء .. لأن شموخهم أعلى من عتبات السلاطين والملوك. ربيعكم لا يشبهنا .. ربيعكم يشبه زنازين (أبو غريب) وصراخ النساء المغتصبات في مخيمات الأتراك .. ربيعنا يشبه الأقصى وجبل الشيخ وخليج اسكندرون ودماء الشهداء‏ بالتأكيد نحن في سورية نتساءل:‏ كيف تحول المرتكب إلى معارض؟ وهو الذي فرّ من وجه العدالة وباع نفسه.‏ وكيف التقطته فضائيات النفط وحولته إلى ناشط حقوقي وأغدقت عليه الشهادات ؟وكيف اكتسب هذه الطلاقة في الشتيمة والنفاق والكذب .. ونتساءل ..‏ ألم تتعب هذه الفضائيات التي تبث الموت والفتنة وفتاوى القتل في كل اتجاه؟‏ لقد انكشف المخطط .. والنفط العربي راح يلعب لعبته في تمزيق الأوطان وتقزيم الهوية..وتحويل الحق إلى باطل..وبث مصطلحات الذل والاستسلام ..‏ وإذ تكرّ الوجوه السورية المزعومة على شاشاتها بعد وجبة نفط شهية. وبعد التباكي على الحرية والديمقراطية .. نريد أن نسألهم: ما نوع الحرية التي تريدونها ..؟ ما ماهيتها وما لونها ..؟‏ هل الحرية هي إسقاط الأنظمة فقط ؟‏ أم هي إبادة الأقليات والتهليل للفوضى والجهل عبر حرق المدارس وقتل العلماء واستبدالهم بشيوخ فتنة مغفلين يبيحون قتل البشر والشجر والحجر ؟‏ هل الحرية أن تلغيني وتبقى وحدك ...‏ .. هل الربيع أن أكون معك أو تذبحني؟‏ هذا السكين الذي في يدك هو سكين الحرية؟ أم هو سكين الديمقراطية المبتكر خصيصاً للوطن العربي؟.‏ الأسئلة جارحة والأجوبة لا جدوى منها ... لأنك لا تسمع إلا صوتك ولا ترى إلا صورتك .. ووحدك تتسكع في بارات الغرب وتعرف أنك تكذب على نفسك وعلى الوطن ولكن هذا هو المطلوب ..لأنه سيوفر لك الشهرة والمال والتنقل من عاصمة إلى عاصمة ومن فندق إلى فندق ..لاتتعب روحك وتأتي إلى البلد فأنت لن تقدر أن تعيش الحصار الذي نعيشه ولا الشقاء الذي نلاقيه في سبيل لقمة العيش . نحن نعيش في بيوت مكدّسة فوق بعضها كحطب الشتاء .. لذلك لا نقبل أن تحكي باسمنا أو باسم أوجاعنا ..نحن أصحاب القضية ونحن الذين ننزرع في الأرض والوطن وأنت تنزرع في الخيانة والذل .‏ يريدون حماية المدنيين .. بالسكين, بالساطور .. بدبابات وطائرات الناتو ..‏ لا يعكر صفوهم الدم النازف على أرض سورية ولا يقلقهم موت آلاف الشباب السوري .. معارضة أم موالاة .. المهم أن يتصدروا الفضائيات وينتظروا الخراب ليتزعموا الدمار ..‏ وخصوصاً أن بعضهم تنكر لكل ماضيه واستل الساطور الفكري و لبس دشداشة التطرف ... لقد أعماه الحقد وأعماه طموحه السلطوي. وهو يهيئ نفسه لركوب دبابة الناتو والتوجه إلى سورية حيث يعتلي جثث السوريين وصراخ النساء المغتصبات.‏ يقولون: من يجرب المجرب عقله مخرّب.‏ أريد من يقنعني أن عبد الجليل لا يشبه معمر القذافي ؟‏ ومن الذي سيطمئن الناس بأن عبد الجليل لا يشبه غليوننا ومن يؤكد لنا أن بعض ثوار مصر ليسوا الوجه الآخر لحسني مبارك ؟ للأسف طالما أن بارجات الناتو تحميهم فهم صور لصورة واحدة. ‏ .. نريد أن نصدقهم .. نصدق هذا (الزيادة أبو زعزوعة مفزعة)، أو هذا (الوحيد زمانه الصقري الساحلي) الذي كان يضرب والديه العجوزين ويجرّهما من عتبة إلى أخرى .. إننا نعرفهم ونعرف ماضيهم وحاضرهم .. ونعرف من يقبض ومن يزحف ومن يقتل .. نعرف من هم الغلايين والشقف والنتف, التي جمّعها برنار سيدهم .. ونعرف كيف ومتى يأكلون على مائدة السلطان ومتى يضربون بسيفه ..‏ لذلك .. نحن نطالب شرفاء العالم بحمايتنا.‏ وحماية أطفالنا ونسائنا وأرضنا وجامعاتنا وعلمائنا. من سواطيرهم, من خياناتهم, من أفكارهم,من حقدهم وتطرفهم. ونريد حماية مبادئنا وهويتنا وتاريخنا. لنحافظ على وطننا وشعبنا وعزّتنا .. فنحن أبناء سورية .. كل سورية.‏ ""
\\ ابو فاتح \\ منقوووووووول ل