منقول ؟؟
قساة القلوب: أين هم من دين الرحمة ؟
"وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" هذا القول القرآني الشريف لا يلخص جوهر الدين الإسلامي فحسب، بل يلخص جوهر الفكر الإنساني الحق عبر التاريخ ، فالرحمة هي سر الحياة مثلما الرحم هو سر خلقها ، إن الخطاب المقيت الذي يصدح به رموز الفتنة لا ينتمي إلى التدين أو الإنسانية بأي صلة، فقد تجرد هذا الخطاب من أي عنصر من عناصر الرحمة والشفقة، حين سعى عبر خطة ممنهجة إلى زج أطراف المجتمع في أتون نار مشتعلة يكون طعامها الناس والحجارة، بغرض "تغيير النظام" الذي هو نفسه بدأ يضع الأسس الموضوعية والبنية التحتية التي تتيح للشعب اختيار النظام الذي يريده. فأي حجة وذريعة فارغة انتهجها هؤلاء لقتل الناس ورميهم إلى الأذى والتهلكة ؟ ألا يجدر بذلك الخطاب الدعوة للجنوح إلى السلم "إذا جنحوا له" وهذا ما بدأت به الدولة السورية حينما منعت رجال الأمن من إطلاق النار فكانت النتيجة مقتل مئات من رجال الأمن العزل وجرح وإصابة الآلاف ؟ ألم تجنح القيادة السورية للسلم من جميع الأبواب صغيرها وكبيرها ؟ حينما دعت الوفود من جميع المحافظات والعشائر والمناطق والأحياء للتفاوض واستجابت لمطالبهم، وكللت ذلك "الجنوح إلى السلم" بفتح أبواب الحوار الوطني ليشارك فيه من شاء من أصحاب الرأي لإدارة مستقبل سورية ؟ أليس في ذلك تطبيقاً لمبدأ " أمرهم شورى بينهم" ؟ فلماذا يصر رموز الفتنة على عدم المشاركة في هذا الحوار الوطني، متمسكين \\ بحمية الجاهلية \\ ووصية كليب \\ "لا تصالح" ؟ أيريدون أن يبعثوا حرباً جاهلية جديدة تستمر لعشرات الأعوام؟ أليس طريق السلم الذي خطه الإسلام أسلم للجميع ؟؟ ولماذا الإصرار على زرع الفتنة في الوقت الذي أجمع كل علماء الدين في الشام وهم أصحاب الكلمة الفاعلة في الشارع السوري على "الجنوح للسلم" وقبول الحوار وانتظار نتائج الإصلاح وإتباع الحكمة والتعقل تطبيقاً لوصية الله في كتابه لرسوله "ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" مما يدل على أنهم غيورين على مصالح الوطن وحريصين على أرواح الناس التي حرم الله قتلها إلا بالحق، ولأنهم يعيشون بين الناس يلمسون حياتهم ويعرفون مطالبهم وهمومهم ويخافون عليهم من الأذى وهذا جوهر الدين الحق الرحمة.؟؟ بالمقابل فإن رموز المؤامرة ودعاة القتل لا يردون إصلاح سورية ولا صلاحها، بل يردون تخريبها وإفسادها وتدمير موقفها الرافض للتفريط بالحقوق الوطنية، وقد هدفوا لتنفيذ ذلك عبر استغلال الدين السامي بغاياته، لتسويق أغراض دنيئة تخدم مصالح دولية أو شخصية، حيث راحوا يعيدون إلى الأذهان أسوء مخلفات عصور التخلف والانحطاط الذي عاشتهما الأمة العربية، وهو إفراغ الدين من محتواه الإنساني والرحماني، بحيث تصبح ثقافة القتل هي السائدة والمتاجرة بدم الناس هي الوسيلة، والتخريب هو الغاية فيسأل المرء نفسه (مما صُنعت قلوب هؤلاء لكي يتجرؤوا على دين الله فيدخلوه في مسالك الشيطان؟ وكيف سمحوا لأنفسهم أن يتحدثوا باسم الرحمن وهم بقسوة إبليس واستكباره وغلوه؟) مستغلين قيمة الشهادة التي سمح الله بها دفاعاً عن الوطن والمقدسات، ليستعملوها في غير موضعها، فبدلاً من أن تبذل النفوس في مقاومة الصهيونية وتحرير المقدسات العربية ا، هؤلاء يدعون لقتل الجندي العربي السوري والتمثيل بجثته، وهو الذي تم تجنيده لحماية الوطن من الصهيونية ولتحرير الأرض العربية .
وبدلاً من أن دعوة الأطفال للالتزام بمقاعد الدراسة وطلب العلم والتحلي بالأخلاق النبيلة والتي على رأسها "لا ضرر ولا ضرار"" وصل بهم الحد لاستغلال براءة الأطفال وفطرتهم للتأثير عليهم ودفعهم للخروج ضد الأنظمة والقوانين، وتخريب الممتلكات الخاصة والعامة ، فهل هذا السلوك ينتمي للدين السامي ، وأي رحمة في قلوب من يستغل شعور الأبوة والبنوة لدفع الناس إلى العنف، ناهيك عن التمثيل بالجثث والتعذيب الذي تستخدمها التنظيمات الإرهابية المسلحة التي خرجت من ثياب هذا الخطاب عدا عن الكذب والنفاق الذي تبثه قنوات الفتنة لزيادة النار في الهشيم. إن هؤلاء يستخدمون مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، وهم مستعدون لتشويه أي قيمة مقابل تحقيق أهدافهم، متناسين أن المطالب الشريفة وهي حق للشعوب تمارسه في الدفاع عن نفسها وكرامتها وحقوقها، تقوم على أكتاف الرجال الشرفاء الذين يحملون عقيدة تضع حلولاً لمشاكل الشعوب ولا تعقد حل المشكلات، تشد من تماسك المجتمع و لا تشتته، توحد المجتمع ضد عدوه الحقيقي ولا تلهيه بأهداف جانبية، تحثه على إصلاح ما فسد لا أن ترميه في أتون التخريب؟؟
وتقبلوا فائق ألأحترام
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
\\ أبو فاتح \\