أبو حافظ المدير العام
الدولة : سورية الأسد الجنس : عدد المساهمات : 200 نقاط : 341 تاريخ التسجيل : 02/04/2010 الأوسمة :
| موضوع: فرقة الرقة للفنون الشعبية .. شمس على وشك المغيب الثلاثاء يوليو 27, 2010 3:00 pm | |
| فرقة الرقة للفنون الشعبية .. شمس على وشك المغيب[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]حين ينهار الحلم أمام عين صاحبه الذي يقف عاجزاً لا يملك سوى الحسرة والدمعة المختبئة بين الرمش والجفن خوفاً من كشف نقطة ضعف تطيح به قبل أن ينهار هذا الذي قضى العمر في بنائه تغدو الحياة بلا طعم, ويصبح الأشباه أسياد الموقف. تموت الأحلام بموت أصحابها العاجزين عن قطف النجوم من كبد السماء وتستمر الحياة وشمسها الباهت حين يموت الحالمون.
من منّا لا يعرف فرقة الرقة للفنون الشعبية أو على الأقل لم يسمع بها؟ كيف غدت هذه الفرقة أحد أهم المعالم الثقافية والفنية في سورية؟ كيف صارت هذه الفرقة سفيراً لبلدها في كل أنحاء العالم؟ كيف استطاع مؤسسها ومصمم رقصاتها ومدربها الأستاذ إسماعيل العجيلي أن يستمر ببناء حلمه الوردي ليغدو صرحاً كبيراً تعجز مؤسسات كبرى عن تحقيق بعضه؟ كيف استمر البناء قوياً لمدة أربعين عام؟ كيف وكيف و كيف............؟
الإجابة عن هذه التساؤلات مسألة لا تحتاج جهداً ولا وقتاً. تجد الجواب صريحاً في عيون الأب الروحي لهذه الفرقة القادمة من مدينة فراتية كانت صغيرة فكبرت بمبدعها, المبدع الذي ينام على حلم ليصحو على حلمين وأحلامه لم ولن تنتهي رغم كل الظروف والمصاعب التي تعترض سبيل هذا القابض على جمرتين بكف وعلى قشة النجاة بالكف الأخرى.
جمرتين بكف واحدة أولهما الإصرار على التمسك بالقيم والأخلاق وعدم المساومة على الخط الأساسي الذي انتهجه العجيلي لنفسه ولفرقته. الثبات على المبدأ الأخلاقي و النظر إلى الفن على أنه قيمة أخلاقية عليا لا ينبغي الهبوط به إلى الدونيات. وثانيهما جمرة الوضع المادي الذي تعانيه الفرقة نتيجة لغياب الدعم بكل أشكاله. ذات يوم كان لفرقة الرقة ما تريد فحققت ما تريد. وهي اليوم على وشك الانهيار.
نحن كمشاهدين نرى اللوحات الجميلة ونصفق لها حين نطرب لنغادر المسرح بعدها أو نغير المحطة ونقول كانت رائعة, دون أن نفكر لو لحظة واحدة كيف لهذه الفرقة أن تستمر كل هذه الفترة.
فرقة الرقة للفنون الشعبية _ العجيلي متمسك جداً بهذا الاسم ولا يقبل مطلقاً بتغييره أو التنازل عنه رغم كل المغريات_ فقدت رقيتها حين هجرها أبناء رقتها. فرقة الرقة نصفق لها علناً ونغتالها حين نغادر المكان.
هل يأتي يوم ونتذكر أن فرقة كانت تحمل هذا الاسم مرت من هنا, وعبرت ثقوب الذاكرة إلى عالم النسيان؟
هل سنصحو ذات يوم لنفقد ( ريلو يا ريلو ) و( سنتين تظل عيني سهيرة) و ( عيني على الغربن) و و وو و ....؟
من يتحمل وزر اغتيال أحلام مبدع وذاكرة مدينة ؟ دعاة الحفاظ على التراث والمورث الشعبي يطلون علينا عبر كل النوافذ يصرخون ويستغيثون وحين يصل الأمر إلى التنفيذ يتحولون إلى مدّعين. فرقة الرقة للفنون الشعبية شمس على وشك المغيب فمن يبعث فيها النور والحياة من جديد؟ هل من مسؤول يُثمِّن أربعين عام من التعب ؟
| |
|